رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مـريـم العذراء وحيـاة الفرح “الفرح” هو من ثمار الروح القدس (غلاطية23:5)، لهذا دعانا بولس الرسول إلى الفرح دائماً:”افرحوا فى الرب كل حين وأقول أيضاً إفرحوا”(فيلبي4:4). ولـِم لا نفرح وقد أوصانـا السيد الـمسيح قائلاً:”كلّمتكم بهذا ليكون فرحي فيكم ويتم فرحكم”(يوحنا11:15)، ووعدنـا قائلاً:”لا ينزع أحد فرحكم منكم”(يوحنا23:16)، وكلـما طلبنـا شيئـاً من الآب السماوي بإسم يسوع يزداد هذا الفرح”إسألوا تُعطوا ليكون فرحكم كاملاً”(يوحنا24:16). والفرح هو هِبـة الله كما يقول بولس الرسول لأهل روميـة:”ملكوت الله هو بـر وسلام وفرح فى الروح القدس”(رومية17:14)، ويتبع حضور الله كما يقول الـمرّنم:”قد عرّفتنـي سبُل الحياة وستملأني فرحاً مع وجهك ولـي من يـمينك لذّات على الدوام”(مزمور11:15)، فالرب هو الذى يحوّل النوح إلى طرب ويُعزّي ويُفرّح من الحزن(ارميا13:31). ومريـم العذراء عبّرت عن فرحهـا بالتسبيح والترانيـم كقول يعقوب الرسول:”هل فيكم مسرور فليُرّتل”(يع13:5)، وأنشدت تسبحتهـا العجيبة:”فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي باللـه مخلّصي..”(لو46:1). لقد أتـى الفرح فى حياة مريم العذراء بتجسد الـمسيح فى أحشائهـا فها هو يوحنا الـمعمدان “يرتكض بفرح”(لوقا44:1) فى أحشاء اليصابات ورنّـمت مريـم. وبعدهـا هتفت الـملائكة بـميلاد يسوع إبن مريـم “ها آنذا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب”(لوقا10:2-11). بـمريم العذراء تحققت نبؤات الفرح التى وعد بهـا اللـه فى القديم إبنـة صهيون: “ترّنـمي يا ابنة صهيون. افرحي وتهللّي بكل قلبك يا ابنة اورشليم” (صفنيـا14:3)، “ابتهجي جداً يا بنت صهيون واهتفي يابنت اورشليم”(زكريا9:9)، و”إستيقظي استيقظي البسي عزّك يا صهيون البسي فخرك يا أورشليم”(اشعيا1:54). فرح البشارة وفرح الزيارة وفرح الـميلاد وفرح القيامـة مع التلاميذ(لوقا41:24و52). منذ القرن الثانـى عشر مع بدء إنتشار تلاوة صلوات الـمسبحة الوردية يتم التأمل فى خمسة أسرار الفرح وعادة يتم تلاوتهـا يومي الإثنين والسبت وهـى تأمـل فـى طفولـة السيد الـمسيح كـما جاءت فـى إنجيلي متى ولوقـا، وسُميّت بأسرار الفرح بسبب الفرح الذى أعطتـه للعالـم أجمع. فالـملاك جبرائيل والقديسة مريم العذراء كانـا فـى شدة الفرح بالحدث العظيم للتجسد، والقديسة اليصابات والقديس يوحنـا الـمعمدان إمتلأ من الفرح عند زيارة القديسة مريم ويسوع بعد بشارة الـملاك، والسماء فرحت لـميلاد الـمخلّص، وسمعان الشيخ إمتلأ بالتعزية والفرح عندما أخذ الطفل يسوع بين يديـة، ولا أحد يمكن أن يخفى فرحـة يوسف ومريـم عندما وجدا يسوع بالهيكل بعد ثلاثـة أيام من البحث عنـه. ونشأت بعد ذلك صلوات أخرى يتم التأمل فيهـا فى سبعة أحداث كالبشارة-زيارة اليصابات-ميلاد يسوع-زيارة الـمجوس-وجود الطفل يسوع فى الهيكل-القيامـة-ثم صعودها بالنفس والجسد للسماء. وإزداد عدد تلك الأحداث فى إكرام آخـر حتى وصل إلى 12 حدث من أحداث الفرح فى حياة العذراء. فلنفرح كل حين “هللويـا فإنـه قد ملكَ الرب الإلـه القادر على كل شيئ. لنفرح ونتهلل”(رؤيا7:19). |
|