رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحاجة إلى مشورة روحية | الأنبا أنطونيوس:- إننا نرى الطفل في نموه يأخذ في البداية لبن أمه، بعد ذلك يأخذ بعض الأطعمة الأخرى، وأخيرًا يأخذ كل صنوف الأطعمة التي يأكلها البشر، هكذا ينمو الإنسان حتى يصير قويًا ناضجًا قادرًا على مقاومة الأعداء (الأمراض) ببسالة... ولكن أن أصابه مرض في طفولته، حرمه من طعامه وأنهك قوته، ينشأ ضعيفًا، ويغلبه أي عدو.. ولكي يهزم عدوه (المرض) يجب عليه أن يستعيد صحته طالبًا القوة، وذلك باعتناء أحد الأطباء المختبرين به. هكذا أيضًا بالنسبة للنفس البشرية، متى فقدت فرحها الإلهي تصير مريضة وتعانى من جراحات كثيرة. فإن اجتهدت في طلب إنسان -خادم الله- مختبر في الطب الروحي، وتمسكت به، فإنه يشفيها من الآلام ويقيمها ويعلمها أن تحصل على ذلك الفرح الذي هو طعامها بواسطة العون الإلهي، عندئذ تقدر أن تقاوم أعداءها الذين هم الأرواح الشريرة، وتقهرهم وتطأ مشوراتهم تحت قدميها، وتمتلئ بملء الفرح الكامل. هكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس إنهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها مُرة وغير ناضجة. فقد صارت تعاليم آبائهم بالنسبة لهم صعبة، إذ يحسبون أنهم عارفون بكل شيء. |
|