رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصايا الإلهية | من أقوال الأنبا أنطونيوس:- وصايا الله هي: النقاوة، السلام الدائم غير المتغير، الامتلاء بالرحمة، وغير ذلك من الفضائل الجميلة المتوَّجة بالتَّطويب. جاهدوا أن تنفذوا وصايا الروح، التي تهب حياة لنفوسكم، وبها تتقبلون الله في نفوسكم. إنها الطريق الأمين... فبدون نقاوة القلب والجسد، لا يقدر أحد أن يكون كاملًا أمام الله، إذ مكتوب في الإنجيل: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 8:5). فالكمال مصدره نقاوة القلب. إذ القلب هو مركز الخير الطبيعي والشر غير الطبيعي. والشر هو مصدر آلام النفس من ذمٍ وبغضةٍ ومجدٍ باطل وما أشبهه. أما الخير فيولد معرفة الله والقداسة ونقاوة النفس من كل الآلام. فإن سعى الإنسان في إصلاح طريقه، وبدأ يهرب من الشر متسلحًا بالجهاد: من بكاٍء وانسحاق قلب وأصوام وأسهار وفقر (اختياري) وصلوات كثيرة؛ فان الرب يساعده بنعمته ويحرره أيضًا من كل آلام النفس. كثيرون أقاموا زمانًا طويلًا وهم رهبان وعذارى، ولم يتعلموا كيف يقتنوا النقاوة. وذلك لأنهم يزدرون بتعليم آبائهم ويتبعون أهواء قلوبهم الخاصة. لذلك تسلّطت عليهم الأرواح الشريرة المهلكة للنفوس، وتجرحهم ليلًا ونهارًا بأسهمها غير المنظورة، ولا تعطيهم سلامًا في أي موضع، بل يشغلون قلوبهم تارة بالكبرياء وأخرى بالمجد الباطل والغيرة الشريرة والذم والغضب والحنق والمشاحنات وكثير من الآلام الأخرى، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. هؤلاء نصيبهم مع الخمس عذارى الجاهلات، إذ أجازوا زمانهم بجهٍل، ولم يلجموا ألسنتهم، ولا حفظوا أعينهم نقية، ولا حفظوا أجسادهم من الشهوات أو قلوبهم من النجاسات وغيرها. هؤلاء يُرثى لهم بسبب نجاساتهم، إذ هم مكتفون بالثوب الكتاني الذي هو زي البتولية، ولكنهم محرمون من الزيت السماوي الذي يضيء مصابيحهم، لذلك لا يفتح لهم العريس يومًا ما أبواب حجاله، بل يقول لهم ما يقوله للعذارى الجاهلات: "الحق أقول لكنَّ إني ما أعرفكن" (مت 12:25). وإني أكتب هذا لأني أتوق إلى خلاصكم، حتى تكونوا أحرارًا، وأمناء وعروسًا طاهرة للمسيح عريس النفوس، كقول الرسول بولس "خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأقدّم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 2:11). |
|