رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقدان الحياء ومخافة الله إذ صار لهم الوجه المكشوف الذي لا يخجل من ارتكاب الشر: "يُخبرون بخطيتهم كسدوم، ولا يخفونها" [9]. بلغت الخطورة أن أورشليم انحدرت في عثرات متكررة لا عن ضعف أو جهل وإنما عن عمد لإغاظة الرب [9]. ترتكب الشرور بالقول والفعل بلا خجل أو حياء. هذه هي صورة العالم في العصر الحديث إذ يشعر كثير من الشباب أن ما يمارسه من انحرافات في كل صورها هو حق طبيعي للإنسان. يقول: "نظر وجوههم يشهد عليهم" [9]، فإن مجرد التطلع إلى وجوههم يكشف عن بصمات الخطية وحرمانهم من عمل النعمة عنهم، وكما يقول الكتاب: "أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس" (1 يو 3: 10). إن كان الأشرار ظاهرين وقد صاروا أغلبية لكنه توجد قلة مقدسة للرب، لن يتجاهلها الله، لا تضيع ولا يصيبها ضررًا، لذا يقول النبي: "قولوا للصديق خير، لأنهم يأكلون ثمر أفعالهم" [10]. في وسط الضيق الشديد يحفظ الرب صديقيه، ويحوّل كل الأمور التي تحل بهم إلى خيرهم ومجدهم. لقد عانى يوسف الصديق الكثير، وكانت أتعابه هي بعينها طريق مجده؛ فنراه يقول لإخوته: "أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد بي خيرًا" (تك 50: 20). الله لا يُهلك البار مع الأثيم (تك 16: 25)، إنما يحفظ أبراره وقت التجربة، يخفيهم في مظلته في يوم الشر ويسترهم بستر خيمته (مز 27: 5)، يعرفهم إذ نقشهم على كفه (إش 49: 16). يُعلق القديس يوستينعلى قول النبي: "ويل لنفوسهم لأنهم يصنعون لأنفسهم شرًا، قولوا للصديق خير، لأنهم يأكلون ثمر أفعالهم" [9-10]: [حقًا إن يدكم مرتفعة لارتكاب الشر لأنكم قتلتم المسيح ولا تتوبون، إنما لا تزالوا تكرهون وتقتلون من يؤمنون به في الله أب الكل قدر ما تستطيعون، وتلعنوننا دون سبب، وتفعلون هكذا مع الذين يقفون في صفنا. أما نحن فجميعنا نُصلي لأجلكم ولأجل كل البشر كما علمنا مسيحنا رب الكل عندما أمرنا أن نُصلي حتى من أجل أعدائنا وأن نحب مبغضينا ونبارك لأعنينا] ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: [قيدوا يسوع وجاءوا به إلى قاعة رئيس الكهنة. أتُريد أن تعرف أن هذا أيضًا قد كُتب عنه ونُطق به؟ يقول إشعياء: "ويل لنفوسهم لأنهم يصنعون لأنفسهم شرًا قائلين: لنُقيد البار فإنه مسبب متاعب لنا"]. لقد ظنوا أنهم يصنعون بالبار شرًا لكنهم كانوا يصنعون ذلك لأنفسهم فيجنون ثمر عملهم لا كعقوبة إلهية للانتقام وإنما كثمر طبيعي لتصرفاتهم وحياتهم. "ويل للشرير شر، لأن مجازاة يديه تعمل به" [11]. "ما يزرعه الإنسان إياه يحصد" (2 كو 9: 6). |
|