رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الله يتكلم" (تك 3: 9- 13) يخبرنا كاتب سفر التكوين بأنّ الله لا يمكث غير مهتم بالإنسان بالرغم من معرفته بكل شئ فهو خالق العالم والإنسان ويحيط بعلِمِه كلّ الأفعال البشريّة. في هذا النص بحسب منهجيّة كاتب سفر التكوين الّذي يشير إلى ردّ فعل الله من فعل الإنسان قائلاً: «فسَمِعا وَقْعَ خُطى الرَّبِّ الإِلهِ وهو يَتَمَشَّى في الجَنَّةِ عِندَ نَسيم النّهار، فاِختَبأَ الإِنسانُ وامرَأَتُه مِن وَجهِ الرَّبِّ الإِلهِ فيما بَينَ أَشْجَارِ الجَنَّة. فنادى الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ وقالَ له: "أَينَ أَنْتَ؟"» (تك 3: 8- 9). بينما يسمع الإنسان وقع خطى الرّبّ يختبأ هو وإمرأته منه. فيأتي الصوت الإلهي في حوار خاص لأوّل مرة مع أوّل زوجيّن من خلال توجيه سؤاله: "أين أنت؟" أين أنت من مخطط حبي لك، أين أنت من حلميّ الّذي وضعته فيك لكلّ البشريّة؟ أين أنت من علاقتك بيّ؟ نندهش كمؤمنين وكثيراً ما يسألونني في القِدم كانت الحيّة تتكلم؟ وللأسف لا نندهش حينما نقرأ: "قال الله". وهنا الخطر الكبير، فالله هو الآخر العظيم الّذي يتنازل ويتعلّق بنا حبّاً فينا. ومع هذا يأتي ردّ الإنسان، حينما يتحاور الشخص الإلهي معه، بالإعتراف بحقيقة فعله الحرّ الثلاثيّة قائلاً: «إِنِّي سَمِعتُ وَقْعَ خُطاكَ في الجَنَّة فخِفْتُ لأَنِّي عُرْيانٌ فاِختبأتُ» (تك 3: 10). سماع الإنسان للخطى الإلهيّة، ولّد لديّه الخوف من خالقه وجعله يختبأ! هناك فارق بين أفعال الله وأفعال الإنسان. وبقرأتنا للحوار بين الله والإنسان، نكتشف أنّ الإنسان هو الّذي يلقي يخطأه على المرأة، كعادتنا اليّوم للهروب من تحملّ المسئولية وللمرة الوحيدة نسمع صوتها تقول: «الحَيَّةُ أَغوَتْني فأَكَلتُ» (تك 3: 13). لذا يأتي القرار الإلهيّ موجهًأ كلامه للحيّة قائلاً: «لأَنَّكِ صَنَعتِ هذا فأَنتِ مَلْعونةٌ مِن بَينِ جَميعِ البَهائِم وجَميعِ وحُوشِ الحَقْل. على بَطنِكِ تَسلُكين وتُرابًا تَأكُلين طَوالَ أيامِ حَياتِكِ. وأَجعَلُ عَداوةً بَينَكِ وبَينَ المَرأَة وبَينَ نَسْلِكِ ونَسْلِها فهُوَ يَسحَق رأسَكِ وأَنتِ تُصيبينَ عَقِبَه» (تك 3: 12-13). هذا القرار الإلهيّ والّذي يحمل مغزى لّاهوتيّ لم يُفهم بالعهد الأوّل بعد سيصير مفتاحًا جوهريًا لكلّ العهد الثاني. |
|