منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 07 - 2024, 04:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,590

الحيّة: بدء الإنقسام (تك 3: 1-8)




«أين أنت؟». ترتكز روايّة الزلة الأوّلى بالكامل على هويّة المؤمن أمام الله، يتم إختيار هذا النص للتعمق في كلمة الله الموجهة للحيّة مِن قِبل الله والّتي تشير إلى الصراع الدائم بين الإنسان والشرّ. بينما في النص الآخر بالعهد الثاني سيدهشنا اللّاهوت المرقسيّ الّذي يكشف عن هويّة يسوع المرتبطة بهويّة التلميذ (مر 3: 20-35). إلّا إننا أعطينا عنوانًا يربط كلّا النصييّن بهدف إلهي قدير وهو النشّوة الإلهيّة الّتي سنكشتفها تزداد تدريجيًا من العهد الأوّل للثاني. مدعوين للتفكير والإختيار بين نشّوتنا المستقلة عن الله والآخرى الّتي نصير فيها موضع لنشّوة الله!





الحيّة: بدء الإنقسام (تك 3: 1-8)



من النصوص الّتي نعرفها، كمؤمنين، عن ظهر قلب هذا النص الشهير بسفر التكوين حيث يروي، زلة الإنسان الأوّلى، من خلال حوار الله مع أوّل إنسان بعد الزلة الأوّلى. ونُصادف أنّ هذا النصّ مقصوصًا مِن قِبل الليتورجييّن (الّذين يختاروا النصوص الطقسيّة) فلا يمكن أنّ يبدأ هذا الحوار الإلهي بدون سبب، بل كان هناك خلفيّة ودافع ليُبادر الرّبّ بتوجيه تساؤله للإنسان الأوّل "أين أنت؟". يشير النص السابق إلى ردود أفعال قام بها الإنسان الأوّل، بناء عليها تبدأ مسيرة الله في البحث من جديد عن الإنسان الّذي خلقه بدافع حبّه للبشريّة.



في واقع الأمر، تتلخص الآيات السابقة مباشرة لهذا النص 1- 8 بالإصحاح الثالث بسفر التكوين، عن بدء إنفصال الإنسان عن الله، بوصف دور عدو الخير ودخوله للعالم، من خلال الحيّة، الّتي يصفها كاتب سفر التكوين بأنّها كانت: «أَحيَلَ جَميعِ حَيَواناتِ الحُقولِ الَّتي صنَعَها الرَّبُّ الإِله» (تك 3: 1). إتخذ عدو الله-الشيطان، الحيّة، وهي إحدى مخلوقات الرّبّ، مكانًا له ليدخل العالم البشري، فصارت تتميز بصفاته وهي المكّر والخداع الّذي يتأسس على الكذب الّذي يفصل بين الخالق والمخلوق.



بعد أنّ دار الحوار الشهير بين المرأة والحيّة، نتعجب كبشر أنّ الحيّة كحيوان يتكلم ولا نندهش بأنّ الكتب المقدسة غنيّة بكلمات إلهيّة، فالله لازال يتكلم! هذا الحوار جعل المرأة تنظر إلى الشجرة الّتي بوسط الجنّة، والـمُحرم الآكل منها مِن قِبل الرّبّ، بشكل شهواني. ومن خلال هذه النظرة دخل الموت إلى العالم. حيث كلمات الحيّة حملت الزيف والخداع للعالم عن حقيقة الله. يختتم الحوار بين المرأة والحيّة بالآكل من الشجرة ومشاركة رجلها وبالتالي وقوعهما معًا في الزلة الأوّلى. هنا يبدأ الإنفصال بين الله والإنسان، يتمثل لاهوتيًا في عصّيان الأمر الإلهي الواضح في سرد الكاتب حين: «أَمَرَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ قائلاً: "مِن جَميعِ أشْجارِ الجَنَّةِ تأكُل، وأَمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرّ فلا تَأكُلْ مِنها، فإنَّكَ يَومَ تأكُلُ مِنها تَموتُ مَوتًا"» (تك 2: 16-17). منذ البدء كان الله واضحًا في وضح حدود للعلاقة بينه وبين المخلوق البشري، والحدّ القاطع هو تحريم الآكل من الشجرة وبعصيّان الإنسان بدأ دخول الموت إلى العالم البشري، الّذي يرتكز على الإنفصال والعصيّان أي عدم طاعة الصوت الإلهي. يدل فعل الإنسان بطاعته لصوت الحيّة إلى رفض الله. من هنا دخل الشرّ للبشريّة: الخطيئة والموت من خلال العصيان، ودخل القلب البشريّ الإنحراف والإنفصال عن الله الخالق بسبب طاعته لصوت يُنافس الصوت الإلهيّ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إذ يتطلع الإنسان إلى الحيّة تصير الحيّة بلا سلطان
كم هي خطورة الإنقسام داخل البيت أو الكنيسة
الإنقسام خطيئة
الإستشهاد من أجل تجنب الإنقسام (في الكنيسة)
عندما يكون الإنقسام بين الخُدام شديد ،


الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024