![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قد نتفاجأ لقرائتنا لنصي النبي حزقيال (17: 22-24) بالعهد الأوّل وللنص المرقس (4: 26-34) بالعهد الثاني حيث أن النمط الإلهي لا يتناسب مع النمط والفكر البشريّ. على سبيل المثال من الطبعي أنّ نتسأل كيف للهشّ بأنّ يصير قويًا وكيف للصغير أن يصير كبيراً؟ في مقالنا هذا سيدهشنا السلوك الإلهي الّذي يكشف عن أصغريته ككنز مخفي وليس ببعيد عنا بل بداخلنا. مما يدعونا لنجتهد لرعايته ولنموه متى عَلِّمنا إننا بضعفنا نحمل الملكوت العظيم هنا والآن. ففي قرائتنا الأوّلى للنص النبوي (17: 22–24) حيث يتحدث النبي حزقيال عن مستقبل إسرائيل بدءًا من شيء الغصن الصغير والضعيف ولكن الي الإلهيّة هي الّتي ستهتم بزراعته مما يفاجئنا فيصير شجرة كبيرة. وهنا يتجلى أسلوب إلهي قدير حيث بقوة كلمته يتغير مصير شعبه كما سنرى بعناصر المقال لاحقًا. وفي مرحلة تاليّة على ضوء الآيات النبويّة سنقرأ المقطع الإنجيلي والمأخوذ من تعاليم يسوع بالأمثال بحسب إنجيل مرقس (4: 26– 34). حيث اتخذ المثل الأوّل من هذا التعلّيم بصورتي الزارع وحبّة الخردل، ليفتتح حواره كاشفًا عن سرّه الإلهي بالحديث عن ملكوت الله من خلال صورة الحبّة الملقاة على الأرض. وهنا يستعين مرقس بالكثير من الصور ليُقرب من فهمنا عظمة سرّ ملكوت الله. نهدف من خلال مقالنا هذا التعرف على نوعيّة الأرض الّتي تحملها قلوبنا وأيضًا مدى قبولنا للبذور الإلهيّة الّتي تُلقى بيّد الله فيها. النبت الإلهي (حز 17: 22-24) كثيراً ما تأتي تأتي الصّور الزراعيّة في الرسائل النبويّة، منذ العهد الأوّل، لتوضيح حقيقة العلاقة بين الرّبُّ وشعبه. لذا تأتي بنورها رسالة حزقيال النبي، كاشفًا عن مخطط إلهي، مُفتتحا هذه الآيات بالصيغة النبويّة الّتي تؤكد التفويض والسلطة الإلهييّن بقوله:«هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ» (حز 17: 22أ). وهنا يشير النبي إنه مجرد حامل رسالة من الشخص الإلهي ليّ ولك بعالمنا اليّوم. ثمّ يستمر النبي موضحًا صيغة المتكلم على لسان الرّبّ وقراره الّذي ينكشف في كلمته قائلاً: «إِنِّي سآخُذُ مِن ناصِيَةِ الأَرزِ العالي لأَغرِسَها. أَقتَطِع مِن أعالي أَغْصانِه غُصنًا غَضًّا وأَغرِسُه أَنا على جَبَلٍ شامِخٍ شاهِق. في جَبَلِ إِسْرائيل العالي أَغرِسُه فيُنشِئُ أَفْنانًا ويثمِرُ ثَمَرًا ويَصيرُ أَرزًا جَليلاً، فيَأوي تَحتَه كُلُّ طائِر، كُلُّ ذي جَناحٍ يَأوي في ظِلِّ أَغْصانِه. فتَعلَمُ جَميعُ أَشْجارِ الحُقولِ أَنِّي أَنا الرَّبَّ وَضَعتُ الشَّجَرَ الـمُرتَفِعَ ورَفَعتُ الشَّجَرَ الوَضيع، وأَيْبَستُ الشَّجَرَ الرَّطبَ وأَنبَتُّ الشَّجَرَ اليابِس. أَنا الرَّبَّ قُلتُ وفَعَلتُ» (حز 17: 22-24). تحمل، هذه الرسالة النبويّة، فكر لّاهوتي جديد عن الوجه الإلهي. إذّ أنّ الأفعال المستخدمة بهذه الآيات القليلة أفعال بصيغة المتكلم. وهنا الرّبّ الإله هو الّذي يبادرو يتكلم مع النبي ليحمل كلماته للشعب الّذي هو بمثابة الأرض الّتي سيغرس وسينبت الرّبّ ما يريده، لأنّه هو الخالق وسيّد الكلّ. وتشير الأفعال المتناقضة، على لسان الله، إلى قدرته الإلهيّة فكل ما هو هشّ وضغيف وصغير يتحول إلى كبير وشاهق وعظيم ليُتمم مخططه متى بدأ الإنسان في التجاوب بقبول النبت الهشّ الّذي يلقيّه الإله من فضل سخائه في حياة الشعب والّتي ترمز للأرض. |
![]() |
|