إلهنا الّذي نجهله (مر 4: 39) يخبرنا مرقس بأن ردّ فعل التلاميذ هو الصراخ كتغبير عن الخوف أمام الموت والدمار بينما: «كانَ [يسوع] هُو في مُؤخَّرِها نائماً على الوِسادَة، فأَيقَظوه وقالوا له: "يا مُعَلِّم، أَما تُبالي أَنَّنا نَهلِك؟"» (مر 4: 38). ماذا يفعل يسوع المعلّم؟ أين هو؟ هو نائم! إله ينام بينما يبدو أن كل شيء ينهار، وحياة شعبه مهددة. لكن الكتاب المقدس يقول العكس تمامًا، فالرّبّ لا ينام (راج مز 121: 3-5). إنّها الأصنام الكاذبة هي الّتي تنام، كما تكشف لنا كلمات إيليا النبي السّاخرة أمام أنبياء البعل (راج 1مل 18: 27). يشير مرقس من خلال إستخدامه لصورة يسوع النائم، بعد أنّ ألحّ عليه تلاميذه ليعبر معهم. هذه الصورة الرّبّ النائم هي صورة مَن: «تُسَربِل بالقوةِ» (مز 18: 40). القوة الّتي يستحضرها التلاميذ يجب أنّ تأتي لخلاصهم، وتحريرهم من البحر ومن الموت. لكن ما هي سمات هذه القوة الّتي يستنجد بها التلاميذ؟ وما هي القوة التي يستخدمها الله للخلاص؟ إنها قوة مختلفة، في الصورة الّتي يستوحيها مرقس وهي نوم يسوع يمكننا أنّ نرى نومه في موته على الصليب وفي دفنه بالقبر. قوة الله العظيمة تكمن بالتحديد في مشهد الصليب، في صمته الظاهريّ أمام موت ابنه. حتى أمام موت يسوع على الصليب، في صمت سبت النور، إعتقد الإنسان إنّه رقد وغير قادر على الخلاص، لكنه في هذا الصمت تحديدًا يخلص. يُعدّ صراخ التلاميذ قبل نوم يسوع هنا تدخل الرّبّ.
وهدأ العاصفة وعاتب تلاميذه على قلت ايمانهم