رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلمّا أعلن يسوع عن مصيره، أخذ بطرس في التَّوقف عن إتباع معلّمه، مما جعل "عثرة" أمام يسوع (متى 16: 23). ولما أتت السَّاعة، أنكره متشكَكًا كما سبق وأنبأ يسوع عن ذلك (متى 26: 31-35). ومع ذلك ينبغي للتلميذ أن يحمل هذا الصَّليب عينه (متى16: 24)، إذا ما أراد أن يشهد ليسوع "مَن شَهِدَ لي أَمامَ النَّاس، أَشهَدُ لَه أَمامَ أبي الَّذي في السَّموات" (متى 10: 32-33). وشهادته تنصبّ في الواقع على القيامة، وهي أمر يكاد لا يصدّق (أعمال 26: 8)، وقد أبطَأ التَّلاميذ أنفسهم طويلًا قبل أن يؤمنوا بها، من شِدَّة عَدَم الإيمان في قلب الإنسان (مرقس 16: 1). إلا أن عَدَم الإيمان هذا، قد يغلبه الله الآب الذي هو منبع الإيمان، فيَخفي سر يسوع عن أعين الحكماء (متى 11: 25-26)، ويكشفه للأطفال الذين يعملون بمشيئته (متى 12: 46-50). ويكشف يسوع عن سر جاذبيَّة الآب (يوحنا 6: 44)" وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين" (يوحنا 12: 32). إن عَدَم الإيمان، بحسب ما يُعلّم به بولس الرَّسول، لا بُدَّ وأن تتم السَّيطرة عليه يومًا. "وإذا كنا خائنين، يظل الله وفيًا" (2 طيموتاوس 2: 13). فالوجود المسيحي هو اكتشاف مُتجدِّد على الدَّوام لسر يسوع القائم من بين الأموات كما قال يسوع لتوما الرَّسول "لا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِنًا" (يوحنا 20: 27). |
|