|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لهم يسوع: ((لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلاَّ في وَطَنِهِ وأَقارِبِهِ وبَيتِه)) تشير عبارة "لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلاَّ في وَطَنِهِ وأَقارِبِهِ وبَيتِه" إلى قول مأثور حاول يسو ع أن يفسِّر به لظاهرة رفضه من قبل أهل النَّاصرة. قال أحد الفلاسفة "في مسقط رأسك لا يُؤمن بك أحدٌ". وفي المثل العربي نقول: الأقارب عقارب. وقد كان القدّيس فرنسيس، مؤسس الرَّهبنة الفرنسيسكانيَّة، مكروهًا من قِبل أبيه وكان يُعتبر مجنونًا من قِبل أهل بلده. لقد درج النَّاس على إكرام الغريب الذي لا يعرفونه، والتَّقليل من شأن القريب الذي يعرفون نشأته وأهله، وغالبًا ما يكون هذا بسبب الحَسد والغيرة. لأنّ أهل النَّاصرة يظنّون أنّهم يعرفونه: أليس هو النَّجَّارَ ابنَ مَريَم؟ ألا نعرف إخوته وأخواته؟ ألم نشهد طفولته ونموّه؟ من هذا حتّى يكون آتيًا من الرَّبّ؟ نحن نعرف من أين أتى، نحن نعرف من هو! ويظنّون أنّ ما يأتي من الله هو دائمًا الغريب، البعيد، الخارق، المختلف، فهم يبحثون عن الله حيث لا يوجد. لذلك استقبله أهل النَّاصرة بالتَّهكّم، لا بالتَّعجّب، لأنّهم كانوا يعرفون أهله، وتعثّروا فيه. لقد ولّدت معرفتهم له احتقارًا لتعاليمه، وفكرتهم المسبقة عنُّه جعلت من المستحيل عليهم أن يقبلوا رسالته. فإنّ حظّ يسوع لم يكُنْ أحْسن من حظِّ مرسَليه من قبلِه، مثل إيليا النَّبي (1 ملوك 31:16) وارميا (ارميا 16: 14-15)، وحزقيال (حزقيال 2: 2-5) بهذا قد تمّ فيهِم ما قاله يوحنّا الإنجيلي: "قد جاء إلى خاصّتِه وخاصَّتُه لم تقْبلْه" (يوحنا 11:1). |
|