رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
علامات العَنْصَرة: أعلن الله عن حلول الرُّوح القُدُس بثلاث علامات منظورة: "دَوِيٌّ وأَلسِنَةٌ والتَّكلم بلغات غَيرِ لُغَتِهِم. العلامة الأولى: "دَوِيٌّ كَريحٍ عاصِفَة" (أعمال الرسل 2: 2 أ)، وهو بمثابة صوت من هبوب الرِّيح "مَلأَ جَوانِبَ البَيتِ" (أعمال الرسل 2: 2ب، وهذا الصَّوت يُذكرنا في الرَّعد لدى تجلي الله لموسى في جبل سيناء (الخروج 19: 16)، والبيت أو العِليَّة هو مكان اجتماع وصلاة لجماعة الرُّسل. قد يعمل الله في حياتنا بطرق صاخبة كما في يوم العَنْصَرة أو قد يتحدث إلينا بهمس هادئ كما حدث مع إيليا النَّبي (1 ملوك 19: 11). العلامة الثّانية "ظَهَرَت أَلسِنَةٌ كأَنَّها مِن نارٍ" (أعمال الرسل 2: 3): فاللسان يدلُّ على الكلام، والنَّار تدل على الله. وهكذا صار كلامُ الرُّسل كلامَ الله بما فيه من قوَّة تُحرق خبث الإنسان وتُشعل في قلبه محبَّة للآخرين. كما على جبل سيناء أكَّد الله على صدق وصلاحيَّة شريعة العهد بنار من السَّماء (خروج 19: 16)، كذلك في يوم العَنْصَرة أكَّد الله على صِدق وصلاحيَّة خدمة الرُّوح القُدُس بالسَّنة النَّار. وعلى جبل سيناء نزلت النَّار من السَّماء على موضع واحد، أمَّا في اليوم الخمسين فنزلت ألسنة النَّار على مؤمنين كثيرين، رمزًا إلى حضور الله في حياة الإنسان الذي صار متاحًا لكل من يؤمن به دون تمييز أو تفرقة. والجدير بالذكر أن الريح والنَّار هما من علامات الظهور الإلهي اللتين ظهرتا يومّ تسليم الشريعة لموسى ظهرتا أيضًا في العِلّية في حدث العنصرة. العلامة الثّالثة: هي "التَّكلم بلغات غَيرِ لُغَتِهِم" (أعمال الرسل 2: 4). العَنْصَرة نفسها مُعجزة ونتيجة لهذه المعجزة، ابتدأ الرُّسل يتكلمون "بألسِنة" ليُخبروا بعجائب الله. والتَّكلم "بألسِنة" هي نوع من نبوءة. ويُحذر بولس الرَّسول من مزايداتها قائلا: "إِنِّي، والحَمدُ لله، أَتَكلَّمُ بِلُغاتٍ أَكثَرَ مِمَّا تَتكلَّمونَ كُلُّكُم، ولكِّني أُوثِرُ أَن أَقولَ وأَنا في الجَماعةِ خَمسَ كلَمِاتٍ بِعَقْلي أُعلِّمُ بِها الآخَرين على أَن أَقولَ عَشَرَةَ آَلافِ كَلِمَةٍ بِلُغات" (1 قورنتس 14: 18-19). "التَّكلم بلغات غَيرِ لُغَتِهِم" تعني أنَّ البشارة وصلت إلى جميع الشُّعوب في لغاتهم. والأمم الاثني عشرة المذكورة في النَّص ترمز إلى المعمورة. وهذا هو البُعد الشُّمولي لرسالة الكنيسة. ليست المسيحيَّة مقصورة على جنس دون آخر أو جماعة من النَّاس دون أخرى. فالمسيح يُقدّم الخلاص لكلِّ إنسان بغض النَّظر عن جنسيته أو هويته. وهذا ما تفعله الكنيسة اليوم حين تنقل الكتاب المقَدّس إلى لغَّات العَالَم كله. |
|