رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التَّقديس الرُّوح القُدُس لا يشهد فقط بل يقدّس أيضًا (2 قورنتس 1: 22)، لأنَّه روح الله القدُّوس. ويقوم عمل الرُّوح القدس في تقريبنا إلى الله، ووضعنا في صلة حيَّة معه، وفي إدخالنا إلى أعماقه المقَدّسة. وهو يكفل للمؤمن التَّبنّي الإلهي وافتداء الجسد الذي كان عبدًا للخطيئة (رؤيا 8:20-22). وهكذا يُصبح الجسد روحيًا بالقيامة (1قورنتس 15:44)، فالرُّوح القُدُس الذي يُحيي ويقدّس، يتّحد اتحادًا حميمًا بالمسيح حيث يقول بولس الرسول: نتقدّس في المسيح. أو: نتقدّس في الرُّوح القُدُس (رومة 15:16). فهبة الرُّوح القُدُس هي حضور مجد الرَّبّ فينا، الذي يُحوِّلنا إلى صورته. لذلك فإن بولس لا يفصل ما بين المسيح والرُّوح، ما بين الحياة "في المسيح" والحياة "في الرُّوح". الحياة للمسيحي "هي المسيح" (غلاطية 2، 20). فمن يكون "في يسوع المسيح" (رومة 8: 1) يسلك في سبيل "الرُّوح" (رومة 8:5). ولذا يدعونا الرُّوح إلى محاربة الجسد "فإِذا كُنَّا نَحْيا حَياةَ الرُّوح، فلْنَسِرْ أَيضًا سيرَةَ الرُّوح" (غلاطية 5: 25)، ولا نحزن الرُّوح بخطايانا كما يوصي بولس الرَّسول "ولا تُحزِنوا رُوحَ اللّه القُدُّوسَ الَّذي به خُتِمتُم لِيَومِ الفِداء"(أفسس 5: 18). |
|