|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَرِّسْهُم بالحَقّ إِنَّ كلِمَتَكَ حَقّ عبارة " كَرِّسْهُم " في الأصل اليوناني ἁγίασον (يعني قدَّس أو أفرد وهي مشتقة من مقطعين: "َA" وهي في اليونانيَّة تعني النَّفي، وγη تعني "الأرض"، أي "لا أرض") تشير إلى طلب يسوع الناي لتلاميذه ألا وهو تقديس نفوسهم أو تخصيصهم لله بمسحة الرُّوح القُدُس للخدمة وحمل الرسالة (يوحنا 10: 36)، كما تدل عليها كلمة كَرِّسْهُم في العبريَّة קַדֵּשׁ أي "خصِّص لله". فالتلاميذ يُكرَّسون لله من أجل إرسالهم إلى العَالَم. وكأن القداسة هي نزع كل ما هو أرضي من القلب، للتفرّغ لحُبِّ الله وعبادته وخدمته في الآخرين. فالرب أراد فَصْل تلاميذه عن العَالَم لكي يرسلهم إليه كمعلنين لكلمة الحق وإنجيله الطاهر. فالتَّقديس هو انتزاع كلّ ميلٍ مادي ٍمن قلوب تلاميذه، ونَزْع كلَّ ما هو مغاير لروح الله وإرادته، ثم تكريسهم وتخصيصهم نهائيًا لخدمة الله لتكون حياتهم "ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسةً مَرْضِيَّةً عِندَ الله" (رومة 12: 1). ومن هذا المنطلق، فان الحياة المكرَّسة ليست مجرد حياة أخلاقيَّة فاضلة، لكنَّها ارتباط بالحياة الإلهيَّة، والانتماء للمسيح، والسير على خطاه. والحياة المُكرّسة تحمل أيضًا معنى "النَّقاوة" حيث يتنقى القلب من كل شائبة زمنيَّة حاملاً سِمة روحيَّة سماويَّة. يطلب يسوع لتلاميذه نعمة التَّقديس أي فصل التَّلاميذ عن شؤون الدنيا وإدخالهم بكاملهم وللآبد في حياة الله. إنَّه خصَّصهم له ويُريدهم لله بكليتهم، مكرَّسين لعمله في الحق، أي في الأمانة للكلام الذي بلّغهم إيَّاه. وهذا الكلام هو الحق " إن كلامك حق" وهذا ما نستشفه في الجماعة المسيحيَّة التي تألفت حول يسوع ولُقبوا بالقديسين كما جاء في حوار حننيا مع الرَّب حول شاول "يا رَبّ، سَمِعتُ بِهذا الرَّجُلِ مِن أُناسٍ كَثيرين كم أَساءَ إلى قِدِّيسيكَ في أُورَشَليم" (أعمال الرُّسل 9: 13). والتَّقديس هو من عمل الله (يوحنا 17: 11)؛ الله وحده قدوس لكنَّه يشارك المؤمنين في بعض قداسته. وقد كرَّر يسوع فعل "كرّس" في صلاته ثلاث مرات لأهميته. |
|