ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا أراد سبطا رأوبين وجاد ونصف سبط مَنَسَّى أرض جلعاد؟ أولًا: السبب الواضح هو اشتياقهم لهذه الأرض لما اتسمت به من صلاحية للرعي، وقد ملك سبط رأوبين وجاد مواشي وفيرة جدًا، فأحسوا أنهم أحوج إلى هذه الأرض من غيرهم. إنها "شهوة العيون وتعظم المعيشة" (1 يو 2: 16) اللتان أفقدتا السبطين تطلعهما إلى الأرض التي وُهبت للجماعة كلها من قِبَل الرب، تفيض لبنًا وعسلًا. اختار السبطان بمنظار بشري ولم يدركا أنهما بهذا ينالان أرضًا بلا حدود طبيعيّة تعرضهما لهجمات الأعداء حتى اضطر إخوتهما للتدخل لإنقاذهما (1 صم 11، 1 مل 22: 3) بجانب بعد الأرض عن الجماعة فصارا كمن في عزلة. يتطلّع الإنسان بمنظار بشري ضعيف وقصير المدى فيشتهي لنفسه أمورًا قد تضره وتحرمه من بركات روحيّة وزمنيّة في نفس الوقت. ثانيًا: لعل السبب النفسي الخفي لاختيار هذا الموضع هو شعور رأوبين بن يعقوب البكر أنه فقد بكوريته، وأيضًا جاد الذي هو بكر من زلفة الجارية، وإحساس مَنَسَّى أن أخاه الأصغر منه "أفرايم" يفوقه في البركة... هؤلاء الثلاثة أرادوا بطريق أو آخر تعويض فقدانهم البكوريّة فاشتهوا التمتع ببكوريّة النصرة مع أنها خارج أرض كنعان، وبعيدة عن الخيمة. ثالثًا: يرى العلامة أوريجينوس أن هناك سرًا خفيًا في اختيار هؤلاء الثلاثة لأرض جلعاد التي شرقي الأردن بينما يتمتع تسعة أسباط ونصف بأرض الموعد بعد عبورهم نهر الأردن وانتصارهم على أكثر من ثلاثين ملكًا. إنه يرى في المجموعة الأولى صورة حيّة لكنيسة العهد القديم التي كانت ولا تزال جزءً لا يتجزأ من كنيسة الله الواحدة لكنها ليست في غنى بركات كنيسة العهد الجديد التي عبرت مياه المعموديّة المقدسة وحملت في وسطها المقدسات. إنها صورة رائعة للجنس البشري المؤمن، جزء نال نصيب خلال الناموس (موسى) حيث تمت الغلبة على يديه أي في أيام قيادته، أما الجزء الأعظم فقد تحقق على يدي يشوع (يسوع) الذي دخل بهم إلى الأرض عينها التي تفيض عسلًا ولبنًا. الأولون أبكار لكنهم أقل أصالة فنالوا ميراث موسى، أما الآخرون فنالوا ميراث يشوع (المسيح ربنا). لقد سبقت كنيسة اليهود كنيسة العهد الجديد، لكنها لم تنعم ما تمتعت به الأخيرة، لأن الأصغر في ملكوت السموات أعظم من يوحنا المعمدان (مت 11: 11). يقول العلامة أوريجينوس: [لاحظ بكل دقة السبب الذي لأجله الوارثون القدامى يأخذون نصيبهم خلف نهر الأردن على حدة من الآخرين؛ فقد قيل لهم أن مواشٍ كثيرة وافرة جدًا (عد 32: 1-4). هذا هو السبب الذي لأجله لم يستطع رجال العهد القديم البلوغ إلى ميراث الأرض التي تفيض لبنًا، وتفيض عسلًا، أي تشرق بأشعة عسل بجانب الأرض الأخرى. هذا هو السبب الذي لأجله لم يتمكنوا من إدراك "الكلمة صار جسدًا" (يو 1: 14)، إذ كان لهم مواشٍ كثيرة وافرة جدًا. فلا يستطيع الإنسان الطبيعي أن يقبل ما لروح الله، لأن عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه (1 كو 2: 14)... فحصل على نصيبه من الميراث خارج مجاري مياه الأردن وصار غريبًا عن الأرض المقدسة]. لقد ركَّز العلامة أوريجينوس على وجود مواشي كثيرة وافرة جدًا إشارة إلى ارتباط شعب العهد القديم بالأمور الجسديّة الملموسة فلم يقدروا أن ينعموا بكمال سرّ العهد الجديد، بل نظروه خلال الظلّ والرمز من بعيد، أما رجال العهد الجديد فمعهم مواشي لكنها لا تعوقهم بل انطلقوا بمواشيهم وقطعانهم كما بنسائهم وأطفالهم ليعبروا الأردن ويتمتعوا بالمواعيد المقدسة، فتقدست أجسادهم (النساء) وثمارها (الأطفال) وعواطفها (المواشي) وكل طاقاتها فلا تعتزل الأنفس بل ترتبط معها في العبور، وترث الأجساد بركات سكنى الروح القدس فيها وتقديسها كمسكن للرب. |
|