رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة الدَّائرة ومَحَبَّة الله ومَحَبَّة القريب كلّما كنّا متحّدين مع القريب، كلّما ازداد اتّحادنا بالله. كي تفهموا معنى تلك الكلمة، سوف أعطيكم صورةً مأخوذةً من الآباء: تخيّلوا دائرةً مرسومةً على الأرض، أي خطًّا مرسومًا بشكل دائري بواسطة البيكار ونقطة مركز الدّائرة. إنّ نقطة المركز هي بالتَّحديد وسط تلك الدّائرة. تخيّلوا أنّ هذه الدّائرة هي العالم، ونقطة المركز هي الله، والأشعّة هي طرق أو أساليب العيش المختلفة للبشر. حين يرغب القدِّيسون في الاقتراب من الله، يسيرون نحو وسَط الدَّائرة؛ وبقدر ما يتوجّهون إلى الدَّاخل، فإنّهم يقتربون الواحد من الآخر وفي الوقت نفسه من الله. كلّما اقتربوا من الله، كلّما اقتربوا الواحد من الآخر؛ وكلّما اقتربوا الواحد من الآخر، كلّما اقتربوا من الله. أنتم تدركون أنّ الأمر سيّان في الاتّجاه المعاكس، حين نتحوّل عن الله لننسحب نحو الخارج: وبالتَّالي، يصبح بديهيًّا أنّه كلّما ابتعدنا عن الله، كلّما ابتعدنا الواحد عن الآخر؛ وكلّما ابتعدنا الواحد عن الآخر، كلّما ابتعدنا عن الله. تلك هي طبيعة المَحَبَّة. بقدر ما نكون في الخارج وبعيدين عن مَحَبَّة الله، بالقدر نفسه يكون كلّ واحد بعيدًا عن الآخر. لكن إن كنّا نحبّ الله، فبقدر ما نقترب منه بمحبّتنا له، بقدر ما نتشارك في مَحَبَّة القريب؛ وبقدر ما نكون متّحدين مع القريب، بقدر ما نكون متّحدين بالله. (وروثاوس الغزّاوي، راهب في فلسطين نحو 500 التَّعليمات، 6: 76-78). |
|