رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الروح القدس ومريم في مناسبتان في العهد الجديد أظهرت مريم وعلاقتها بالروح القدس. في يوم الخمسين نجد ان مريم كانت حاضرة في العلّية عندما حل الروح القدس:” هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ.“(اعمال14:1) و” وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”(اعمال1:2-4). ولكن عندما نتكلم عن الحبل المسياني في أحشاء البتول مريم نجد كلا من متى ولوقا يظهران تلك الحقيقة بصورة واضحة. في انجيل القديس متى وجدت مريم حبلى من الروح القدس:” أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.“(متى18:1)، ومن هنا جاء الإخطار ليوسف:” إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.“(متى20:1). في انجيل القديس لوقا اعلن الملاك لمريم ان ابنها سيدعى ابن العليّ:” وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ”(لوقا31:1-32)، ثم يضيف الملاك اجابة لتساؤلات مريم:” «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.“(لوقا35:1). وبالتالي فهي نتيجة لذلك ان فعل الروح القدس في مريم ان ابنها سيملك على كرسي داود والى الأبد:” وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».“(لوقا33:1)، وانه سيدعى ابن الله وابن العليّ وان مريم في نفس الوقت ان الروح القدس حلّ عليها وقوة العليّ ظللتها(لوقا35:1). منذ البداية لقب الملوكية في الشعب العبراني “الممسوح من الرب” اي المسيّا (والذي باللغة العبرية مثل “المسيح” في اللغة اليونانية للممسوح” كان مصاحب مع الآتي والمختار من الرب:” فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ”(1صموئيل6:10) و” فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا..“(1صموئيل13:16)، أو روح الله” فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللهِ فَتَنَبَّأَ فِي وَسَطِهِمْ.“(1صموئيل10:10). إذا ما أنقذ شاول الإسرائيليين من العمانويين وداود من الفلسطينيين فكان ذلك بسبب انهما قد قبلا قوة من الله والتى دعاها الكتاب المقدس “روح”. بالنسبة لشاول وداود فتلك “الروح” هي قوة من العليّ ضرورية للحياة ولقيادة شعب الله. في الكتاب المقدس فالروح خاضعة بالكامل للرب فهو قادر ان يأخذها من البشر :” فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ.“(تكوين3:6)، في نهاية فترة من الزمن وبهذا تصبح حياة الإنسان محدودة. طبقا لمزمور داود 104 “ تَنْزِعُ أَرْوَاحَهَا فَتَمُوتُ، وَإِلَى تُرَابِهَا تَعُودُ.تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ، وَتُجَدِّدُ وَجْهَ الأَرْضِ”(مزمور29:104-30). ان تلك روح الحياة التى أعطاها الرب الى شاول ثم أخذها منهتاركا فيه قوة الروح الشريرة “ وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ.“(1صموئيل14:16)، وداود من جهة أخرى حفظها له حتى آخر كلماته:” فَهذِهِ هِيَ كَلِمَاتُ دَاوُدَ الأَخِيرَةُ: «وَحْيُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى، وَوَحْيُ الرَّجُلِ الْقَائِمِ فِي الْعُلاَ، مَسِيحِ إِلهِ يَعْقُوبَ، وَمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي.“02صموئيل1:23-2). في بعض قضاة اسرائيل فتلك الروح تصرفت بشكل عابر ولكن بشكل أكثر ديمومة مع يوسف:” فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلًا فِيهِ رُوحُ اللهِ؟»“(تكوين38:41). بعد سقوط المملكة منح روح الرب للأنبياء مثل حزقيال وبأمر من الله أمر النبي الروح ان تنشط في اسرائيل(حزقيال 37)، وسوف يتدفق الروج الى كل بيت اسرائيل:” وَلاَ أَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ بَعْدُ، لأَنِّي سَكَبْتُ رُوحِي عَلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».“(حزقيال29:39)، وفيما بعد في كل الأجساد. ولكن طبقا للنبي اشعيا ومدرسته ما خدث كان بسبب ان روح الرب ستحلّ على جذع يسى بمواهب الحكمة والفهم والمشورة والقوة والمعرفة والرحمة والخوف من الرب وهي مواهب يستطيع بها الله ان يجغل الإنسان يخاف من الرب:” وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ”(اشعيا1:11-3) و” أَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ.“(اشعيا9:11). طبقا لما جاء في نبؤة اشعيا:” «هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ”(اشعيا1:42)، فالروح على “عبد الرب” الذي سوف يجعل شريعة الرب معلومة للأمم:” لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».“(اشعيا4:42). في النهاية وكما جاء في اشعيا النبي:” أَيْنَ الَّذِي جَعَلَ فِي وَسَطِهِمْ رُوحَ قُدْسِهِ، “(اشعيا11:63) سمي الروح القدس كما ان الله قدوس. احزن الشعب عندما كان هذا الروح في موسى فهو الذي سيقود الشعب للراحة:” الَّذِي سَيَّرَ لِيَمِينِ مُوسَى ذِرَاعَ مَجْدِهِ، الَّذِي شَقَّ الْمِيَاهَ قُدَّامَهُمْ لِيَصْنَعَ لِنَفْسِهِ اسْمًا أَبَدِيًّا، الَّذِي سَيَّرَهُمْ فِي اللُّجَجِ، كَفَرَسٍ فِي الْبَرِّيَّةِ فَلَمْ يَعْثُرُوا؟ كَبَهَائِمَ تَنْزِلُ إِلَى وَطَاءٍ، رُوحُ الرَّبِّ أَرَاحَهُمْ”(اشعيا12:63-14)، حيث ان الله يريد شعبه ان يكون مقدس:””كَلِّمْ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ.“(لاويين2:19)، وذلك بأن يحبوا اقرباؤهم وجيرانهم كأنفسهم:” بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.“(لاويين18:19) و”كَالْوَطَنِيِّ مِنْكُمْ يَكُونُ لَكُمُ الْغَرِيبُ النَّازِلُ عِنْدَكُمْ، وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ، لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ.“(لاويين34:19). |
|