إن كان البار قد كلَّت عيناه من انتظار الرب بكثرة ما يعانيه من الأشرار (ع3)، فالله يعاقب الأشرار بأن تظلم عيونهم فلا يبصرون، أي يفقدون القدرة على التمييز. فاليهود لم يميزوا أن يسوع هو المسيا المنتظر، مع أنه بعد المسيح لم يظهر نبى واحد في شعب اليهود؛ لأن الأنبياء كانوا يمهدون الطريق، ويتنبأون عن المسيا المنتظر، بل أن عيونهم اظلَّمت ساعة الصليب عندما صارت ظلمة على الأرض كلها.
الإنسان عندما يتعب في العمل يشعر بآلام في ظهره، فيحتاج إلى النوم والراحة، أما الأشرار فتظل ظهورهم في ألم واضطراب دائم؛ لأن قلقهم الداخلي يسبب لهم آلامًا جسدية، وهؤلاء الأشرار، مثل اليهود الذين جلدوا المسيح على ظهره وصلبوه، عاشوا بعد هذا مضطربين.
هذه الآيات قد تبدو أنها تمنى الشر للأشرار، ولكن داود هنا يقرر حقائق ونبوات عن اليهود الذين سيصلبون المسيح. إنه إنذار قبل الحدث بمئات السنين لعلهم يتوبون.