رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتدين الوقت الوقت الذي نملكه هو اللحظة التي نحيا الآن ، ليس هو الأمس ولا الغد بل الآن ، ولابد من أن نستثمر اللحظة التي نحياها الآن ؛ ولا ننتظر للغد ونقول أننا غداً سوف نستثمره ... الوقت عملة صعبة ، إما أن نربح بها أو نخسرها !!! والربح يقي ، حينما تتحول لحساب ما هوَّ خالد وأبدي ، أي لحساب ملكوت الله ... والسؤال المطروح : هل معنى ذلك نُصلي 24 ساعة ونقرأ الكتاب المقدس وتتوقف كل أعمالنا أو نسبح ونذهب للكنيسة ونهمل المجتمع وكل ما يدور حولنا !!! هذا هو اعتراض العقل بسبب ظلمة كثيفة على الذهن تمنع القلب من الوصول لحياة الروح في نواحي الحياة واتجاهاتها إذ يجد الإنسان أنه مستحيل يدخل الله في جميع أعماله اليومية !!! ولكن بجملة واضحة وصريحة من الكتاب المقدس تزول كل حيرة وارتباك وتُصحح المسيرة : لان ليس احد منا يعيش لذاته و لا احد يموت لذاته (رو 14 : 7) لأننا إن عشنا فللرب نعيش و إن متنا فللرب نموت فان عشنا و إن متنا فللرب نحن (رو 14 : 8) و هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم و قام (2كو 5 : 15) لكي لا يعيش أيضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لإرادة الله (1بط 4 : 2) + مواهبنا : كل من يحيا لله ينبغي أن يعمل لحساب الملكوت لِما له من مواهب : " وأعطى داود سليمان ابنه مثال كل ما كان عنده بالروح لديار بيت الرب ولجميع المخادع حوله ولخزائن بيت الله وخزائن الأقداس ( من جهة هندسة المباني ) " ( 1أخبار 28: 12 ) " وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة ، لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس " ( خر31: 3و4 ) إن العمل حسب موهبة كل شخص وبخاصة الأعمال البسيطة ، تبدو كشيء تافه بسيط لا يراه كثيرون أنه يمت بصلة لحساب ملكوت الله ... فالغالبية العظمة من الناس – وللأسف خدام كثيرين وأناس روحيين – يعتقدون أن الرجل إنما يُعطى إلهاماً لكي يعيش بالروح أفضل من معيشة أهل العالم ليعمل لحساب ملكوت الله !!! ولكن أن يمتلئ بالروح من أجل أمور عادية وبسيطة ويأخذ روح حكمة ، لكي يؤدي أشياء تبدو جميلة لعين الجسد ليعمل بها لحساب الملكوت ، فهذا غير معقول ولا يتناسب مع التفكير المنطقي الذي للعقل !!! ولكن هذا هو قمة الصعود بالإلهام لتجلي ملكوت الله وسط العالم المادي ، من خلال الحكمة التي تلهم اليد والعين والقدم وكل حواس الإنسان وملكاته الخاصة لمجد الله ... فالإنسان عَبَّر بالإلهام عن الله ، بأعمال يديه ، وعَبَّر عن إحساسه بالله بواسطة النغم والنحت والرسم والكتابة والبناء والملبس والمأكل ... الخ فلا بد من نستثمر الوقت لحساب ملكوت الله بحسب ما وضع الله فينا من مواهب تدل على بصمته فينا ، لنجسد الملكوت ونعمل لحساب مجد المسيح والكنيسة ، لنكون له شهوداً ... نصائح آبائية : يقول الأب اسحق تلميذ الأنبا انطونيوس : [ + يجب أن نلقي عنا تماماً : كل اغتياب ونميمة ، الأحاديث الفارغة ، المزاح وكلام السفه ، الغضب ، والعبوسة الكثيرة المقلقة ، الشهوة الجسدانية المؤدية للهلاك ، الطمع . كل هذه الأوجاع والعيوب النفسية يجب أن نتحرر منها تماماً ، ونقاومها بشدة بالصلاة ونقتلعها من أصولها . فحينما نقطع هذه العلل وغيرها التي لا تخفى على أحد ، حينئذ أول كل شيء ، يجب أن نضع أساساً أميناً من التواضع العميق ، يصلح ليكون أساساً لبرج الفضائل الذي سيرتفع نحو السماء . + إن طبيعة النفس تُقارن بريشة في غاية الرقة والنعومة ، أو هي كجناح خفيف غاية في الخفة ، فإذا لم يلحق هذه الريشة أو هذا الجناح عارض ما أو تلف بسبب الرطوبة الخارجية فإنه يُحمَل عالياً حتى عنان السماء ، طبيعياً من تلقاء ذاته بعامل خفته وبمعونة نفخة بسيطة . أما إذا لحق به خلل أو ألمَّت به رطوبة فليس فقط تعجز أن تحمله خفة طبيعته إلى أي علوٍ ما ، بل أنه ينحدر إلى أسفل بثقل الرطوبة التي احتوته . هكذا أيضاً النفس ، إذا لم تُثقل بالعيوب التي تؤثر في طبيعتها الروحانية بهموم هذا العالم أو تفسدها الشهوات المؤذية ، تستطيع ، كما كانت في أول أمرها ، أن تُحمَل عالياً بمواهب نقاوتها الطبيعية بمعونة نفخة خفيفة من التأمل الروحي ، تاركة وراءها كل الأمور السفلية المادية لتعبر هي إلى السماوات وإلى غير المرئيات ] ( عن حياة الصلاة الأرثوذكسية صفحة 265 و 266 ) وهبنا الله أن نفتدي الوقت ونستثمره لحساب مجده الذي لا يزول فيتحول لنا الوقت لأبدية وإكليل فخر لمجد أسم الله العظيم ... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الوقت: «مفتدين الوقت» يا لها من مسئولية |
مفتدين الوقت |
مفتدين الوقت |
مفتدين الوقت |
مفتدين الوقت |