أن النفس المتضعة هي التي لا تبرح الابتسامة عن وجهها أبدا..
نعم لم يذكر الكتاب عن الرب أنه ضحك، إلا إننا لا نشك أنه كان مبتهجاً, وهو يشارك في عرس قانا الجليل, ويصنع فيه أول معجزاته ويزيل الحرج عن أهل العُرس الذين نفد خمرهم, ولابد أنه ابتسم عندما نظر إلى الشاب الغنی “وأحبه” (مر21:10 ), ولابد أن وجهه كان يطفح سرورا “عندما تهتل يسوع بالروح” (لو 21:10 ). وأغلب الظن أنه أبدى فرحه وهو يذكر في أمثاله فرح السماء بتوبة الخاطئ (لو 10,7:15 ), وفرح الراعي الصالح بعثوره على خروفه الضال (لو 5:15, 6)، وفرح المرأة التي وجدت درهمها المفقود (لو 9:15)، وفرح الآب وسروره بعودة ابنه الشارد (لو 32:15 )، وهو الذي أوصانا – على لسان بولس الرسول – بالفرح مع الفرحين (رو 15:12 ). والكتاب ملئ بكلمات من نوع “العريس والعروس” (مر19:2 , 20)، و”عشاء عظيماً” (لو 16:14)، و”العرس” (مت22: 2-12 ) و تسابيح وأغاني روحية” (أف 19:5 , كو 16:3 ), وكلها تتشح بالبهجة التي تسود الحياة في المسيح.