|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"بوابة الفجر" تُعرِّف تاريخ ودور الكنيسة المصرية "مواقف لا تُنْسَى وتخوُّف من المستقبل" عبد الرحمن عباس "أشهر البابوات كيرولس الرابع فى الثورة وشنودة على رأس الحكماء" "البابا شنودة رمز من رموز الحكمة فى مصر" أيام قليلة تفصلنا عن تولِّى أحد المرشحين للقرعة الهيكلية لمنصب "البابا", والذى يُطْلَق عليه "بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية", والكلمة فى الأصل تعنى "بى ابا" وتعنى الأب, والمنصب كبير ولاشك بل وحساس, فمن سيقود هذه السفينة فى تلك الأمواج المتلاطمة خصوصًا أنه سيأتى بعد "البابا شنودة" رمز من رموز الحكمة, فمن هو الذى ستقع عليه هذه المسئولية ؟ , ومن سيجلس على الكرسى ؟ , وما تأثير ذلك على الحياة المصرية فى ظل حكم إخوانى ودستور جديد ومسيحيون كانوا موجودين فى ميدان التحرير ؟ البابا القادم يعلم جيدا أنه فى "وجه المدفع", ويعلم أن خلفه تاريخ مُشرِّف لا ينبغى أن يُدنِّسُه بأى شكل من الأشكال . وتاريخ البابوية كبير ولا شك, ولعلنا نلقى الضوء على السلطات وطرق الإنتخاب وأشهر المواقف السياسية لمن تولى هذا المنصب . أولًا:- كلمة "بابا الأسكندرية" وتعنى "أسقف الأسكندرية", وثبت هذا بقرار من المُجمَّع المسكونى الأول عام 535 م, وأما "الكرازة المرقسية" فهى تعنى أن المسيحية دخلت مصر بكرازة "مارمرقس" و"الكرازة" تعنى التبشير, والمقر الرئيسى للبابا ظل فى الأسكندرية دائمًا حتى العهد الأموى, وفى عهد الوالى "عبد العزيز" تم نقل المقر إلى القاهرة . والبابا هو أعلى سلطة روحية وتنفيذية فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويعود إستخدام لقب "بابا" إلى القرن الثانى، ومن ثمَّ جاء مُجمَّع "نيقية" عام 325 ليُقرّ الإسكندرية كمركز من مراكز المسيحية الخمسة الكبرى أى "بطريركية"، إلى جانب "أنطاكية" و"القدس" و"القسطنطينية" و"روما", أما ولاية بطريرك الأسكندرية, فهى تقع وِفْق تقسيم المُجمَّع المذكور, كلاً من "مصر والسودان والحبشة وليبيا"، وبحكم الهجرة التى ظهرت منذ القرن التاسع عشر، فإن للبابا سلطة على ما يعرف بإسم "إبرشيات الإغتراب" . وكلمة "بطريرك" تعنى "أب الآباء" وهى تدُل على رئاسته للأساقفة والمطارنة الخاضعين للولاية البطريركية المذكورة، أما مصطلح "بابا" فهو إشارة أيضًا للتقدم فى المرتبة وكنوع من التقدير والتبجيل . وأما اللقب الرسمى للبابا هو "صاحب القداسة", وخليفة القديس "مرقس" وبطريرك الكرازة المرقسية, وقد توالى حتى الآن 117 "بابا" على رئاسة الكنيسة . والإنتخابات البابوية لها طريقتها وهى قديمة ومُعقَّدة للغاية، تمتد منذ القرن الأول حتى الآن، وإشتملت على أكثر من صيغة، منها أن يقوم البابا القائم بترشيح أحدهم ليقوم المُجمَّع المُقدَّس لبطريركية الأقباط الأرثوذكس بإنتخابه، غير أنه يحق لهم ألا ينتخبوه، ومنها أن يكون إنتخابه أشبه بـ "بيعة" من قِبَل الأساقفة والشعب . ومنذ قيام الدولة المصرية حديثًا، نُظِّمَ إنتخاب البابا بقانون صادر من مجلس الشعب أو رئيس الجمهورية، آخر تعديل لنظام إنتخاب البابا, كان فى عهد جمال عبدالناصر عام 1957، حيث ينصّ القانون على أن يكون المُنْتَخَب من حاملى الجنسية المصرية وراهبًا لم يَسْبِق له الزواج، على أن يكون قد تجاوز الأربعين من العمر, وقضى فى الرهبنة خمسة عشر عامًا على الأقل . وبموجب الأنظمة المستوحاة من التقاليد الكنسية، يجب أن يجتمع المجمع المقدس خلال شهرين من تاريخ خلو المنصب لإنتخاب البابا الجديد، وخلال هذه الفترة يقدّم الراغبون بالترشح طلبات الترشيح للقائم بأعمال البطريرك شرط أن يؤيده فى ترشيحه ستة أساقفة أو إثنى عشَرَ عضوًا من أعضاء المجلس المِلِّى العام, وعملية الإنتخاب ليست مقصورة فقط على الأساقفة والمُطارنة بل تشمل أيضًا أقباطًا مدنيين, بحيث يكونوا إثنى عشر قبطيًا عن كل مطرانية ويدعى هؤلاء "إراخنة" أى من وجهاء الأقباط، وِفْقَ شروط معينة حددها القانون . ويشارك مملثون عن مجموعة من الكنائس المتحدة مع الكنيسة القبطية، وقبل إنفصال كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية كان يشارك فى الإنتخاب أربعٍ وعشرين مُمثِّلاً مُعيَّنين من قِبَلِهَا . أما بالنسبة للعملية ذاتها, فهى تنقسم إلى مرحلتين، المرحلة الأولى وهى إجتماع "المولجين - الناخبين" والإنتخاب فى دار البطريركية بالقاهرة للإدلاء بأصواتهم، وبعد فرز الأصوات ينتقل من حصل على أعلى ثلاثة أصوات إلى المرحلة التالية التى تقام فى الأحد الأول للحدث، وهى القرعة بين الأسماء الثلاثة المرشحة لإختيار أحدها، وبعد أداء صلوات خاصة بالمناسبة فى حال لم يحصل أى مرشح على توافق عام الناخبين, ويكون من وقعت عليه القرعة هو "بابا الأسكندرية" الجديد . ويتولى إعلانه من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية القائم بأعمال البطريرك، ولدى إنتخاب البابا يظلّ فى منصبه حتى وفاته، ما لم يقم المجمع المقدس بعزله، وهذا لا يحصل إلا فى الحالات الخطيرة، كالخروج عن الإيمان، ويعتبر من العزل محرومًا . وقد عَرِفَت الكنيسة المصرية الكثير من البابوات الذين كان لهم تأثير قوى فى الشارع المصرى وفى الحياة عمومًا ومن هؤلاء البطريرك "كيرلوس" وهو أول من أدخل المطبعة وبدأ فى تعليم القساوسة القراءة وفتح المدارس للبنات والبنين وإفتتح الكتدرائية فى القاهرة وجاء بعده بطريرك الأسكندرية "ماركوس", وكان هو أول من أنشا المجلس المِلِّى . وفى عام 1875 تولى الكنيسة المصرية "بابا" جديد إسمه "يوحنا", وإتخذ لنفسه إسم "كيرلس الرابع", وبدأ الصراع بينه وبين المُجدِّدين فى الكنيسة وتم عزله عام 1892, ولكنه عاد مرة أخرى بسبب الضغوط, وقد شارك "البابا كيرولس" فى ثورة 1919 . وفى الفترة مابين "1959 إلى عام 1971" خاضَ شباب الكنيسة معركة التجديد وكان على رأسهم "متَّى المسكين" و"شنودة", وبفضلهم تحوَّل "وادى النطرون" إلى مزرعة وإستيراد الأبقار وتنمية فى عجلة الإستثمار . ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, بل إن البابا "شنودة" الذى تعرض للإعتقال فى عهد السادات فى سابقة هى الأولى من نوعها, لم يكن رد فعل الرجل إلا الذهاب فى صمت للإعتكاف فى "وادى النطرون" على الرغم من رد الفعل العالمى الذى ظهر فى ذلك الوقت, ولو كان الرجل يريد إثارة البلبلة لأقامها ولن يعاتبه فيها شخص ولكنه آثر السلامة . مواقف كثيرة لا تُعَد ولا تُحْصَى, فهل سيذْكُر التاريخ البابا الجديد ؟ , أم أن المسار سيكون له إتجاه أخر . الفجر |
|