|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقريرهم: 26 فَسَارُوا حَتَّى أَتَوْا إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ، إِلَى قَادَشَ، وَرَدُّوا إِلَيْهِمَا خَبَرًا وَإِلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ وَأَرَوْهُمْ ثَمَرَ الأَرْضِ. 27 وَأَخْبَرُوهُ وَقَالُوا: «قَدْ ذَهَبْنَا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا، وَحَقًّا إِنَّهَا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا، وَهذَا ثَمَرُهَا. 28 غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأَرْضِ مُعْتَزٌّ، وَالْمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا. وَأَيْضًا قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ. 29 الْعَمَالِقَةُ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَالْحِثِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ وَالأَمُورِيُّونَ سَاكِنُونَ فِي الْجَبَلِ، وَالْكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ عِنْدَ الْبَحْرِ وَعَلَى جَانِبِ الأُرْدُنِّ». 30 لكِنْ كَالِبُ أَنْصَتَ الشَّعْبَ إِلَى مُوسَى وَقَالَ: «إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا». 31 وَأَمَّا الرِّجَالُ الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ فَقَالُوا: «لاَ نَقْدِرْ أَنْ نَصْعَدَ إِلَى الشَّعْبِ، لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنَّا». 32 فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ الأَرْضِ الَّتِي تَجَسَّسُوهَا، فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ: «الأَرْضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا، وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي رَأَيْنَا فِيهَا أُنَاسٌ طِوَالُ الْقَامَةِ. 33 وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ، بَنِي عَنَاق مِنَ الْجَبَابِرَةِ. فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ». انقسم التقرير المُقدَّم من الرجال إلى قسمين، الغالبية العظمى لم تستطع أن تنكر ما رأته من خيرات لكنها ارتعبت من بني عناق وأرعبوا الجماعة معهم ففقدوا رجاءهم وانحطوا إلى اليأس. لقد جاء التقرير هكذا: "حقًا قد ذهبنا إلى الأرض التي أرسلتنا إليها، وحقًا إنها تفيض لبنًا وعسلًا وهذا ثمرها. غير أن الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جدًا، وأيضًا قد رأينا بني عناق هناك... وقد رأينا هناك الجبابرة بني عناق من الجبابرة فكنا في أعيننا كالجراد وهكذا كنا في أعينهم" [27-28، 33]. أما القسم الثاني الذي كان يضم كالب مع يشوع فقال: "إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها" [30]. تحدَّث القديس إغريغوريوس أسقف نيصص عن هذين القسمين قائلًا: [من ناحية أولئك الذين يُقدِّمون رجاءً في الأمور الصالحة إنما هي العلل التي تتولد من الإيمان وثبات الرجاء في الخيرات المُعدَّة لنا. ومن ناحية أخرى توجد العلل التي للمضاد هذه التي تزدري بالرجاء الصالح وتقاوم الإيمان في الأمور المقررة. أما موسى فلم يثق في تقرير المقاومين بل قبل الرجل الذي قدَّم تقريرًا يليق بالأرض (المقدَّسة)]. حقًا لقد رأى غير المؤمنين في أنفسهم أنهم كانوا كجراد أمام الجبابرة بني عناق، أما المؤمنون فلا ينظرون إلى أنفسهم وإمكانياتهم الطبيعيّة البشريّة بل إلى الله الذي يتقدمهم وروحه الساكن فيهم يسندهم فيعطي للجراد غلبة على الجبابرة (إبليس وجنوده الروحيّين). يقول العلامة أوريجينوس: [إن قارنَّا الطبيعة البشريّة بالشيطانيّة نجد أنفسنا كجراد وهم جبابرة، خاصة إن كان إيماننا مترددًا أو ضعيفًا فإننا نتراجع إلى الوراء، ويصيرون هم جبابرة ونحن جرادًا. لكننا إن تبعنا يسوع (يشوع) وآمنا بكلامه وامتلأنا إيمانًا به يصيرون كلا شيء أمامنا. حقًا لنسمع ما قيل "إن سُرَّ بنا الرب يدخلنا إلى هذه الأرض" (عد 14: 8)، لأنها جيدة جدًا وثمارها عجيبة]. |
|