كان يلزم للشعب أن يسلك بالإيمان لا بالعيان،
لكن من أجل ضعفهم استجاب الرب طلبتهم
ونفذ موسى الأمر كطلب الرب نفسه.
وقد لاحظ القديس إغريغوريوس أسقف نيصص
أن هذا الأمر قد تم بعد أن سقط الشعب في تجربة النهم
والاشتياق إلى أطعمة العبوديّة من لحم وكرَّات وبصل... الخ،
فأراد الله أن يتذوق بعض رؤسائهم أطعمة مواعيد الله.
يقول القدِّيس: [موسى بنفسه المرتفعة فوق مثل هذه الشهوة
(للحم) قد تكرَّس تمامًا للتمتع بالميراث الذي وعد الله به للذين
يخرجون من مصر (بالمفهوم الروحي لا الحرفي، أي الذين
يتركون محبة العالم)، ويجعلون طريقهم نحو الأرض التي تفيض
لبنًا وعسلًا، لهذا أقام بعض الجواسيس ليصيروا
معلمين عن الأمور الجميلة التي لهذه الأرض].