|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيامة المسيح في ضوء الكُتُب المُقَدَّسة (لوقا 24: 44-49) بعد الدلالة على حقيقة قيامة المسيح، بدأ يسوع بتزويد تلاميذه بمفتاح رسالة الفصح، وهي الكُتُب المُقَدَّسة. كان لا بُدَّ أن تتمَّ الكُتُب المُقَدَّسة كما اكّد يسوع لهم: "يَجِبُ أَن يَتِمَّ كُلُّ ما كُتِبَ في شأني، في شَريعَةِ موسى وكُتُبِ الأَنبِياءِ والمَزامير"(لوقا 24: 44). فقد وهب يسوع للرُّسل فَهَم الكُتُب المُقَدَّسة (لوقا 24:25-27). والكُتُب المُقَدَّسة تساعدنا على اللقاء بيسوع القائم وبدونها لا نملك الإيمان. إنَّ "الكُتُب المُقَدَّسة" أو الكِتَاب المقدس تعبيرٌ ثابتٌ ورسمي لعمل الله ومتطلباته ومواعيده كما جاء على لسان بولس الرَّسول "تِلكَ البِشارةَ الَّتي سَبَقَ أَن وَعَدَ بِها على أَلسِنَةِ أَنبِيائِه في الكُتُبِ المُقَدَّسة" (رومة 1: 2). وقد جاء المسيح ليُحقِّق ما كُتب عنه في الكُتُب المُقَدَّسة "يَجِبُ أَن يَتِمَّ كُلُّ ما كُتِبَ في شأني، في شَريعَةِ موسى وكُتُبِ الأَنبِياءِ والمَزامير" (لوقا 24: 44) كما قال يسوع لبطرس" تَتِمُّ الكُتُبُ الَّتي تقولُ إِنَّ هذا ما يَجِبُ أَن يَحدُث؟ " (متى 26: 54). إن الله لا يتكلم عنَّا (حزقيال 6: 10)، و "لا يمكن أن تنسخ " كتابته كما ورد "لا يُنسَخُ الكِتاب" (يوحنا 10: 35). ومن هذا المنطلق، نستنتج أنّ السِّلاح القوي ضدّ تجارب الشَّك هو الكِتَاب المقدّس (متى 4: 1-10)، على شرط ألاَّ تُقرأ الكُتُب المُقَدَّسة باقتطاع آيات وتوصيلها بشكل يسيء معناها، بل يتوجب قراءتها كوِحْدة متكاملة. وهذا ما تفعله السُّلطة التَّعليميَّة في الكنيسة. إن يسوع، الذي نراه مرَّة واحدة، يكتب على الرَّمِل (يوحنا 8: 6). ولم يترك يسوع شيئًا مكتوبًا، إلا أنَّه بطريقة رسميَّة، أكَّد قيمة الكُتُب المُقَدَّسة، بل وقيمة أصغر علامة كتابيَّة وردت فيها، ولو تمثلت في "نقطة واحدة"، وحدَد معناها، بإعلانه أنها لن تزول فهي باقية: "لن يَزولَ حَرْفٌ أَو نُقَطَةٌ مِنَ الشَّريعَة حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيء، أَو تزولَ السَّماءُ والأَرض" (متى 5: 18). إلاّ أن هذه الكُتُب لا يمكن أن تبقى إلا بإتمامها. إنَّ الاعتراف بالمسيح القائم، من خلال الكِتَاب المُقَدَّس، ينال النَّاس الحياة الأبديَّة، كما جاء في قول المسيح لليهود: "تَتصَفَّحونَ الكُتُب تظُنُّونَ أَنَّ لكُم فيها الحَياةَ الأَبديَّة فهِيَ الَّتي تَشهَدُ لي" (يوحنا 5: 39). أمَّا الذين يرفضون الإيمان بكلام يسوع، واضعين رجاءهم في موسى، ومعترّفين بكتاباته، فيظهرون بذلك أنَّهم لا يؤمنون بموسى، ولا يُعيرون اهتمامًا جادًا؛ وهذا ما صرّح به يسوع لليهود: "لو كُنتُم تُؤمِنونَ بِموسى لآمَنتُم بي لأَنَّهُ في شَأني كَتَب. وإذا كُنتُم لا تُؤمِنونَ بِكُتُبِه فكَيفَ تُؤمِنونَ بِكَلامي؟" (يوحنا 5: 45-47). فإنّ الرُّسل الذين شكّوا في البدء، أصبحوا عند رؤية جَسَده الحيّ "يُؤدُّونَ الشَّهَادة بِقِيامَةِ الرَّبِّ يسوع تَصحَبُها قُوَّةٌ عَظيمة" (أعمال الرُّسل 4: 33) عندما فهموا الكُتُب المُقَدَّسة. إن حدث القيامة فتح للتَّلاميذ الكُتُب المُقَدَّسة التي كشفت لهم جوهر الإيمان: آلام المسيح وقيامته التي تنبأت بها الكُتُب المُقَدَّسة، والتَّبشير بالتَّوبة لمغفرة الخطايا، ووظيفة الشُّهود للرُّسل بحمل رسالة القيامة إلى جميع الأمم ابتداء من اورشليم. إنَّ الكُتُب المُقَدَّسة هي النِّعمة الّتي يضعها يسوع القائم بين أيدينا اليّوم ليُنيرنا بنُور قيامته ويُزيل ما يعوق الإيمان به. |
|