18 - 05 - 2024, 12:36 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لَوِيتُ. انْحَنَيْتُ إِلَى الْغَايَةِ. الْيَوْمَ كُلَّهُ ذَهَبْتُ حَزِينًا.
من آثار الخطية على داود أنها جعلته يلتوى، فلم يعد منتصبًا باستقامة ومجد وعظمة، بل صار معوجًا، وجعلته أيضًا يتلوى من آلامها التي تعتصر جسده ونفسه، وهكذا شعر بجرم الخطية.
إن التواء داود هو نتيجة خوفه ورعبه اللذين سببتهما له الخطية، أما نقاوة القلب فتعطى قوة وسلامًا واستقامة.
الخطية أيضًا جعلت داود ينحنى نحو الأرض خجلًا من الله، فلا يستطيع أن يرفع رأسه أمامه، بل هو في خزى وعار مثل العشار الذي لم يستطع أن يرفع عينيه نحو الله، وطأطأ رأسه من أجل خزى خطيته (لو18: 13).
إن كانت خطية الزنا والقتل تحمل وراءها خطية كبرياء، فبعد ارتكابهما شعر داود بشره، فانحنى نحو الأرض في توبة وطلب الغفران، فالكبرياء ارتفاع، والتوبة عنها تحتاج إلى اتضاع ونظر إلى الأرض. لأن المتضع يحميه الله من السقوط في الخطية.
إن خطايا داود هي شهوات تممها، فهو تصرف جسدانيًا ناظرًا إلى الأرض وشهواتها؛ لذلك كانت النتيجة أنه انحنى نحو تراب الأرض؛ ليعرف نتيجة خطيته.
الخطية سببت لداود الحزن الشديد جدًا حتى المنتهى، أما الفضيلة فتعطى فرحًا وسلامًا.
|