رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقياس الإيمان (مت 15: 21- 28) بعد أن رأينا نظرة الله للوثنين والإنفتاح بنعمته ليشمل كل خلائقه من وثنيين ويهود، سنرى الآن هذا الخيط الرفيع وهو الإيمان فيما بين اليهود والوَثَنِيِّين في زمن يسوع بحسب إنجيل متّى. نوّد أن نبدأ معكم بتقديم نظرة عامة على مقياس الإيمان بحسب الإنجيل الأوّل. قد آتي يسوع الإنسان في التاريخ، حاملاً في ذاته رجاء وآمال شعبه إسرائيل والبشريّة معًا. في ذات الوقت شهد على نضج الإيماني لشخصيات من ذات أصل وثني، كما سنرى في المقطع الّذي سنتعمق فيه، وهو ما لمّ يجده لدي ذويّه من اليهود. ليست هذه هي المرة الأوّلى، بحسب متّى، ولنّ تكون الأخيرة، الّتي يعبر فيها يسوع عن مقياس الإيمان الّذي يُعلن عن هويته من أُناس يهود أمّ وثنيّن. بالأخص بطرس، أوّل تلاميذه، الّذي طلب من يسوع أنّ يتمكن من الذهاب معه سيراً على مياه البحر العاصف، إلّا إنّه عندما بدأ يتردد بسبب خوفه، غرق للتو في البحر. وفي هذا الوقت بالتحديد بينما يسوع يمدّ يده لينقذه دعاه بلقب «رجل قليل الإيمان» (مت 14: 31). حتى التلاميذ في عدة مناسبات أطلق يسوع عليهم «قليلي الإيمان»، حينما لاحظ زنابق الحقل الّتي لا تعمل ولا تغزل، إذّ يُلبسها الله ثوبًا لمّ يستطع حتى سليمان الحصول عليه بكل بهائه (راج مت 6: 26). المفهوم اللّاهوتي بحسب متّى إنّه حين يدعو يسوع الّذين من أصل يهوديّ بـ "قليلي الإيمان" يرغب في أنّ يشير إلى قلقهم بشأن الماديّات (راج مت 6 :30 ؛ 8: 25- 26؛ 16: 8). عندما عجز التلاميذ، على الرغم من جهودهم، من شفاء طفل مصاب بالصرع، يأتي تأكيد يسوع أن ضعفهم في مواجهة الشر يرجع إلى "إيمانهم القليل" (راج مت 17: 20). في واقع الأمر، إذا كان لدى التلاميذ، نفس القدر من الإيمان مثل حبة الخردل، فلن يكون هناك شيء مستحيل بالنسبة لهم ولن يكون هناك شيء مستحيل بالنسبة لهم. ومن الجانب الآخر سنفاجأ بامتداح الرّبّ على بعض من الشخصيات الوثنيّة الّتي تتجاوز الإيمان اليهودي، ويضعهم في مركز الحدث كالمرأة الكنعانيّة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو مقياس الإيمان والمحبة؟ |
قدس أقداس |
ان تحب بلا مقياس |
مقياس المحبة |
مقياس الطول..أم مقياس العمق؟ قداسة البابا شنودة الثالث |