رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ردّ فعل ابن الله الحيّ (مت 16: 17- 18) بناء على الكشف الإلهي الـمُوحى لبطرس، من الله، نسمع من جديد صوت يسوع الّذي يُطوبه قائلاً: «طوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فلَيسَ اللَّحمُ والدَّمُ كشَفا لكَ هذا، بل أَبي الَّذي في السَّمَوات. وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي» (16: 17- 18). سيأخذ بطرس، بحسب اللّاهوت المتاويّ، رسالة القيّم الجديد الّتي نوهنا عنها بنبؤة اشعيا، وينسبها على رسالة بطرس المستقبليّة. تطويب بطرس بسبب هذه الحدّاثة في الكشف الإلهي، لا يمكن أنّ يأتي إلّا من الله. لمّ تأتي شهادة بطرس "من لحم أو دم" أيّ من فكر بشري، ولمّ تنشأ من قوى الإنسان، ولا يستطيع الإنسان تصورها، ولكن فقط تٌقبل كنعمة من الله وتُشارك باعلانها. لهذا السبب يُفسَّر اسم بطرس أيّ صخر وهو الاسم الّذي يكشف هويته، على إنّه يتمتع بالصلابة الوتد وبه من القوة كالصخر، لأنّ ما يعلنه يأتي من الله وليس نتيجة مواهبه. إنه مثل الوتد في خيمة الكنيسة المستقبليّة، ويصير الوتد الصلب في بناء الكنيسة الّتي ستُنصب أعمدتها عليه. في قول يسوع الّذي يحمل وعداً لبطرس: «سأُعطيكَ مَفاتيحَ مَلَكوتِ السَّمَوات. فما رَبَطتَهُ في الأَرضِ رُبِطَ في السَّمَوات. وما حَلَلتَه في الأَرضِ حُلَّ في السَّمَوات» (16: 19). سيصير بطرس القيّم الجديد على ملكوت يسوع وهي الكنيسة. يصبح بطرس النموذج الأوّلي للتلميذة الّتي أسسها يسوع عليه، داعيًا إياه أوّل التلاميذ. ستصبح رسالة التلميذ وسيلة لإمتداد رسالة يسوع الرّبّ. سيُكلف الوتد الجديد بمسؤولية التواصل بين الله وبين نساء ورجال الكنيسة كاشفًا عن وجه يسوع للجميع. هذه المسئولية أُوكلت إلى بطرس في زمن يسوع، ولاحقًا ستوكل إلى جميع التلاميذ (راج مت 18: 18) واليّوم هي رسالة مُوكلة لكل مُعمد أيّ أنا وأنت. تكمن صلّابة بطرس، كصلابة ألياقيم بن حلقيا (راج اش 22)، وهي صلّابة المدعو من الرّبّ، في أمانته لما أُعطي له من العُلا وفي الشعور بأنّه مدعو ليُتمم رسالة الرّبّ الّذي إختاره. لهذا السبب تمّ اختيار كليهما بحرية ولمّ يختار الله شخصيات أخرى بدلاً منهم. نعلّم أنّ بطرس القديم لم يكن شخصًا متميزًا، ولم يفوق رجال عصره ولكنه كأخ أكبر صار كالوتد بين إخوته بدوره الخدمي كعبد الله الّذي لا يتصرف لأموره الشخصية بل لأجل الشخص إلهي مُدركًا بأنه ينوب عنه. يمثل بطرس صورة الخادم الفقير الّذي لا يمكنه بعد أن يقوم بكل واجباته سوى التحقق من إنّه قام فقط بما أُمّر به؛ في إتمام دوره كـ أب يفرح برؤية أبناءه ينمون في معرفتهم للرّبّ، ويعرف كيف يتنحى في الوقت المناسب حتى يكون هناك فيض في الحياة من ابن الله الحيّ وليس منه. |
|