المعنى الّذي أشار إليه متّى على لسان يسوع في قوله: «أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ» (مت 22: 39). هو ما يؤكده كاتب رسالة يوحنا الأوّلى: «إِذا قالَ أَحَد: "إِنِّي أُحِبُّ الله" وهو يُبغِضُ أَخاه كانَ كاذِبًا لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه. إِلَيكُمُ الوَصِيَّةَ الَّتي أَخَذْناها عنه [يسوع]: مَن أَحَبَّ اللهَ فلْيُحِبَّ أَخاه أَيضًا» (1يو 4: 20- 21). بإدخال يسوع الوصية الثاني يُزودنا بإنقاذ الوصية الكُبرى والدفاع من معايشتها بشكل زائف. تُذكرنا تلك الوصيّة بأن الحياة الواقعيّة لا يمكن أنّ تتكون فقط من الأشياء الأخيرة، ولكن أيضًا من الأشياء قبل الأخيرة. نحن لا نعيش فقط على مبادئ عظيمة، ولكن أيضًا على مبادئ ثانوية، يوميّة، يتم فيها الوفاء بالمبادئ الأوّلى وجعلها ملموسة مع القريب.