رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اين في بيت لحم ولدت مريم ابنها يسوع؟ هل في مغارة؟ هل في منزل؟ هناك عدة تقاليد تناقلتها الأجيال عبر العصور وانجيل لوقا لم يقدم لنا كثير من المعلومات للإجابة على تلك التساؤلات، فقط مفتاحان هامان قد أعطيت لنا وهما “مغارة” و” الخان”. في تقرير لوقا ان مريم ولدت يسوع فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ”(لوقا7:2). ان ذكر “مزود” (مكان او وعاء للتغذية) يشير ان الطفل يسوع كان في موضع فيه سكنى للحيوانات، وبينما طبيعة “الخان” يكون من الصعب اخلاؤه. ان كلمة katalyma اليونانية التي استخدمها لوقا تترجم عادة ب “inn” والتي في الواقع لها معنى واسع يشير الي أي نوع من مكان للإقامة والكلمة يمكن ان تعود الى خان بدائي (مثال ما جاء “وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ”(خروج24:4 ) او حجرة للضيف في المنزل “قُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا»(لوقا11:22-12)، أو ببساطة مكان للإقامة. احتمال اول ان كلمة katalyma ترجع الي فندق للمسافرين والذي كان موجود بالقرب من بيت لحم ” فَسَارُوا وَأَقَامُوا فِي جَيْرُوتَ كِمْهَامَ الَّتِي بِجَانِبِ بَيْتِ لَحْمٍ، لِيَسِيرُوا وَيَدْخُلُوا مِصْرَ”(ارميا17:41). مثل ذلك الخان سيكون بالتأكيد مختلف عى الموتيلات الحديثة والخان الفلسطيني في ذلك العهد هو مأوى عام او مكان حيث مجموعات كبيرة من المسافرين يتم إقامتهم تحت سقف واحد وفي حجرة واسعة. الضيوف عامة ينامون في الدور العلوي بينما حيوانتهم تظل في الدور السفلي للمبنى او في المغارة القريبة من المبنى. في مثل ذلك السيناريو قد يكون مريم ويوسف لم يجدا غرفة في خان المسافرين ولهذا ذهبا الي أقرب مكان في المغارة حيث مبيت الحيوانات حتى يمكن لمريم ان تلد ابنها. احتمال ثاني ان كلمة katalyma تعود الي جزء مسكون من منزل وحيث ان يوسف مسافر الي مدينة عائلته وعشيرته فيمكن توقع انه لن يبقى في خان المسافرين ولكن مع أقرباء له في بيت لحم. منازل الفلاحين الفلسطينيون غالبا يكون مسكون بأناس وحيوانات تحت سقف واحد، فالأسرة ستقطن على مسطح عالي بعض الشيئ بينما الحيوانات تظل في الطابق السفلي حيث توجد مكان لإيواءهم وتغذيتهم. في مثل هذا السيناريو لم يوجد غرفة في ذلك المكان المزدحم بأهله – katalyna -ولهذا فمريم ولدت ابنها في المكان حيث يحتفظ فيه بحيوانات وولدت ابنها في المزود. ثالث إحتمال يمكن ان يكون معتمدا على تقليد قديم ان يسوع ولد في كهف في الحدود الخارجية لبيت لحم وفي بدء القرن الثاني الميلادي هناك دلائل تشير ان المسيحيون كانوا يميلون لهذا ويقول التقليد الكنسي على لسان القديس الشهيد يوستين(150م)، إن القديس يوسف ومعه العذراء مريم عندما بلغا بيت لحم لم يكن لهما فيها أحد، إذ كانا قد استوطنا الناصرة منذ زمن بعيد. فإتجها الى الخان (الـمنزل أو النزُل) وهو مكان يشبه اللوكاندة تستقبل الـمسافرين، فلما لم يجدا فى الـمنزل مكاناً إلتجأ الى المغارة الـملحقة والتى كانت مخصصة للدواب وباتا فيهـا وهناك ولدت إبنها البِكر وقـمّطته وأضجعته فى الـمزود. ولقد شيّدت الملكة هيلانـة كنيسة فوق هذا الـمكان الـمقدس سنة 330م، وبعدها قام الإمبراطور جوستينان الأول(483-563م) وبنى كاتدرائية كبرى على هذا الـمكان، ويقال ان الكنيسة الحاليـة فى بيت لحم هى بقاياها أعيد ترميمها. مهما كان الحالة فمن المؤكد ان مريم ولدت مسيّا إسرائيل في مكان لا يليق بملك وكما قال القديس يوحنا بولس الثاني:” ان مريم اختبرت ميلاد طفلها في ظروف شديدة الفقر ولم تستطع ان تعطي ابن الله حتى كأي أم تقدم لإبنها المولود حديثا مكانا مريحا ولكن بدلا من ذلك كان عليها ان تلد في مغارة وتضع مولودها في مزود ومهد اعد على عجل متباين ومتعارض مع ابن الله المعظم”. هذا بالإضافة الى انه على الرغم من انه يمكن لشخص ان يتوقع ان ميلاد ملك إسرائيل الذي انتظرته الأجيال طويلا والذي كان على الشعب ان يهتف بفرح لولادته سيتم ولكن فها هو المسيح المولود يهرب بطريقة خاصة من كل اليهود وكل اليهودية ليولد في مكان غير مألوف. لا يوجد أي قادة دينيين في الديانة اليهودية جاء ليرحب بمسيحهم المنتظر ولا كهنة ولا فريسيون ولا صدوقيون ولا كتبة ولا أي اثرياء او وجهاء او ذات مناصب او سلطة في اليهودية جاءوا للترحيب، فقط بعض الرعاة المجهولين من اسفل قاع المجتمع اليهودي جاءوا ليشهدوا قدوم ربهم وملكهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مريم العذراء | نؤمن ان العذراء لم تتزوج بعد ان ولدت ابنها البكر |
مريم تربي ابنها يسوع |
مريم فقد رافقت يسوع ابنها في مسيرته |
فمن تراه كان هو نفس مريم البتول سوى يسوع ابنها |
مناجاة مريم مع ابنها يسوع |