رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مصباح الزيت (25: 12-13) قد يدهشنا ردّ العريس القائل: «“الحَقَّ أَقولُ لَكُنَّ: إِنِّي لا أَعرِفُكُنَّ!” فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة» (25: 12- 13) وبعيدًا عن الإشارة إلى المجئ الثاني دون أنّ نجعل الأمر مشكلة بتحويل إنتباهنا عن واقع "هنا والآن". يصرّ يسوع على حقيقة ذات أهميّة خاصة وهي أنّ أولئك الّذين يتبعونه، ككنيسة أي عروسه، يعيشون دائمًا برّوح اليقظة أيّ في حالة يقظة مستمرة، منتبهه لأصغر إشارة لوجوده. لهذا السبب من الضروري أنّ تحافظ العروس المحبوبة على مصباحها الـمُزوّد بزيت الإيمان. علينا بالإنتباه، ليس لزيت التديّن الزائف بل بحقيقة إيماننا الّذي تحمله قلوبنا، الّذي يكون أصيلًا فقط عندما يتم إعلانه، ويتشكل بواسطة المحبة الملموسة، اليومية، والغير المرئية، الّتي لا تعطي مجدًا أو تكريمًا، ولكنها تدرك حقيقة التعرف على العريس الغير المرئي. وهكذا تصبح كل حقيقة بسيطة kairòs، وهو المكانً اللّاهوتي للإعتراف بحضور العريس الإلهي. إذا كان الزيت الموجود في مصابيحنا يزداد بالمشاركة الدؤوبة في جميع الصلوات الممكنة. جهلنا بحقيقة العريس الإلهي لا يعطي نكهة ولا لون للحب، فهو الزيت الّذي ينقصنا بل سيوخرنا في الوصول إلى الوليمة، عند إنعماسنا في يجهلنا سنخاطر بسماع: "يا... أنا لا أعرفك". لذلك فإن السهر يعني البقاء حذرين للغاية للتأكد من أنّ زيتنا أصلي ولدينا آنية أخرى باطنية نجل فيها من الحكمة الّتي تجعلنا ننتظر مهما تأخر العريس. ومصدر إنتظارنا هو حب العريس يجعلنا تستمر في جعل السائل الثمين يتدفق إلى مصابيحنا مما سيسمح لنا بالتعرف على العريس حتى في لحظات الحياة المظلمة والمشاركة معه في وليمة الحياة. |
|