بعد كشف البشرى الـمُفرحة يقدم الإنجيلي شخصية المعمدان مرتديًا زي الأنبياء، هو بمثابة حلقة الوصل بين رسالة اشعيا ورّوح الإنجيل الـمُعلن بحسب مرقس 1:1. يُشار إلى المعمدان بكلمات اشعيا فهو الـ «صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ وَاجعَلوا سُبُلَه قَويمة [...] يُنادي بِمَعمودِيَّةِ تَوبَةٍ لِغُفرانِ الخَطايا» (مر1: 2- 4). في صورة يوحنّا ورسالته، يبدو الأمر كما لو كان يُعلن أنّ هذا "الإنجيل" الـمُعلن عنه والمنتظر في العهد الأول يُعترف به ويُقبل الآن وهو مُتجسد في مَن يعمد بالروح القدس. لذلك يصبح يوحنّا نموذجًا لرجل المجيء الذي يعرف كيف ينادي الجميع بالإستقامة من خلال "تمهيد الطريق" لمجيء إنجيل الله. يوجه المعمدان كلماته لي ولك، نحن الّذين ننتظر تجسد الخبر السَّار بحياتنا.