رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمة الآب ومُترجمه (يو 1: 18) حتى نتعرف على حقيقة هذا العبد الإلهي وعلاقته بميلاد الملك الإلهي، على ضوء ما قرأناه من رسالته الجوهريّة في نبؤة اشعيا، سأبدأ معكم بالتوقف على خاتمة الإفتتاحيّة اليوحنّاويّة الّتي يكشف فيها إسم هذا العبد ومكانه قائلاً: «إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ [رحمّ] الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه» (يو 1: 18). كما أعلن عبدُ الرّبّ بأن الرّبّ راجعًا، فنرى التعبير اليوحنّاوي بأنّ الابن الّذي بجوار الرحم الإلهي هو الّذي يخبرنا عن هويّة الله الآب. هنا المفاجأة الكبرى، حيث يكشف أصغر التلاميذ سنًا وأكثرهم تذّكر للرّبّ وأقوله إننا أمام سرّ إلهي يتم ترجمته في جسد بشري يولد فيه الإله ولا يصمت بل جوهر ولادته هو الكشف عن الله الآب الغير مرئي. يكشف الله عن ذاته في إبنه الّذي يخرج منه "مولوداً" كخلائقه البشر ولكنه ليس بمخلوق بل مولود بشريًا. وبدوره الابن يكشف عن الآب السماوي في ذاته فهو الكلمة الأخيرة الّتي نطق بها الله الآب. حيث قبلاً نطق في المخلوقات، البطاركة، كلماته العشر بالشريعة، القضاة، الانبياء، الكهنة، التلاميذ، الرسل، ... وحينما أراد أنّ يكشف عن ذاته تكلّم كلمنه النهائية وهي الّتي تجسدت في يسوع ابنه. وبدوره الابن صار مترجم ومفسّر للآب فهو الّذي خرج من أحشائه الأبويّة والأمونيّة معًا كشف لنا عن حقيقة وجوهر الله الآب. |
|