رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدعوة النبويّة (اش 55: 1-11) تأتينا كلمات النبي اشعيا بهذا مقطع ختامي، من الجزء الثاني بالنبؤة بالإصحاحات 40-55، ونطلق عليه في اللّاهوت الكتابي "كتاب التعزيّة". يشمل هذا الجزء على رسائل تحمل رجاء وأمل لذا سُميّ بالـ "التعزيّة" من قِبل الرّبّ الّذي يفتقد شعبه. تتلخص هذه الدعوة النبويّة في قول النبي: «إِلتَمِسوا الرَّبَّ ما دامَ يوجَد، أُدْعوه ما دامَ قَريبًا» (اش 55: 6). تشير هذه الدعوة للحضور الإلهيّ السريّ وفي ذات الوقت لقُربه لبني البشر. يستخدم النبي صور رمزيّة سنفهم مغزاها لاحقًا على ضوء كلمات مرقس الإنجيلي: «لِأَنَّه كما يَنزِلُ المَطَرُ والثَّلجُ مِنَ السَّماء ولا يَرجِعُ إِلى هُناك دونَ أَن يُروِيَ الأَرض ويَجعَلَها تُنتِجُ وتُنبِت لِتُؤتِيَ الزَّارعَ زَرعاً والآكِلَ طَعاماً فكذلك تَكونُ كَلِمَتي الَّتي تَخرُجُ مِن فمي، لا تَرجِعُ إِلَيَّ فارِغة بل تُتِمُّ ما شِئتُ وتَنجَحُ فيما أَرسَلْتُها لَه» (اش 55: 10- 11). حينما يتكلم الله الآب على لسان النبي، يعطينا نظرة إستباقيّة لما سنراه مُكتمًلا ومُتممًّا في يسوع ابنه الّذي يتحاور معه ويضع فيه عزاء البشريّة. ينادي النبي بني عصره، من خلال فعل الأمر، قائلاً: «أَيُّها العِطاشُ جَميعاً هَلُمُّوا» (اش 55: 1). وهنا يطلب الرّبّ السماع حتى يكشف ما يعزي شعبه: «إسمَعوا لي سَماعاً وكُلوا الطَّيِّب ولتتَلَذَّذْ بِالدَّسَمِ نُفوسُكم. أَميلوا آذانَكم وهَلُمُّوا إِلَيَّ إِسمَعوا [...] أُعاهِدُكم عَهداً أَبَدِيّاً» (اش 55: 2-3). تكشف هذه الكلمات الكثير عن المخطط الإلهي الّذي لازال الله الآب يفاجئ به مَن يترك أذانه للسماع للصوت الإلهي مُعلنًا: «أَفكاري لَيسَت أَفْكارَكم ولا طرقُكم طُرُقي» (اش 55: 8). وهذا ما سيعلنه لاحقًا الله الآب في الابن الّذي يُجسدّ أفكار ويصير الطريق للآب. |
|