رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فرحة الاستشهاد كنيستنا كنيسة شهداء على مر تاريخها العظيم، فشهداؤنا كانوا يضعون دائمًا أمامهم السماوات المفتوحة، والرب القائم، والخلود المنتظر بيقين.. لأن الاستشهاد عُرس.. وهو أعلى درجات القداسة.. "إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ للهِ بِالْمَسِيحِ" (غل 7:4)، ولهذا قال القديس القوى الأنبا موسى الأسود: "اذكر ملكوت السماوات لكى تتحرك فيك شهوته".. فقد كان آباؤنا دائمًا عندهم نظرة أخروية، سمائية، متطلعين للسماء، فلا يهمهم مرض، أو موت، أو استشهاد. لأنهم يرون السيد المسيح أمام أعينهم، ويرون السماوات وميراثهم الأبدى الخالد، ولهم يقين شديد فى قلوبهم "أَمَّا الصِّدِّيقُ فَوَاثِقٌ عِنْدَ مَوْتِهِ" (أم 32:14). نعم.. هذا ما رأيناه فى كل شهدائنا، وحديثًا فى الشهداء الـ 21 بليبيا، الذين تحدّوا الموت، تحدّوا التعذيب، تحدّوا الطبيعة البشرية. من أجل الأكاليل المُعَّدة لهم فى السماوات.. وقد تابع العالم كله مشاهد التعذيب والترغيب حتى سفك الدماء، وكيف تحملوا كل هذا بصبر وصلابة، وصلاة وقوة، وفرح وسلام حتى الموت.. نعم فالاستشهاد مفرح.. |
|