فرحة النسك
هناك فرق شاسع بين النسك الإنجيلى القبطى المعتدل، وبين النسك البطولى، الذى ينفخ الذات، ويسبب الإكتئاب، وليس الفرح!! بل النسك الذى نقبله هو نسك الأنبا أنطونيوس، ونسك الأنبا بولا. فالأنبا أنطونيوس دخل المغارة لمدة 20 سنة، وخرج منها وهو وجهه باشًا، ولم يكن نحيلاً ولا بدينًا. هذا هو النسك الروحانى المعتدل. لأن الجسد وزنة لابد أن نحافظ عليها. وهو نسك ذبيحة، نسك اعتدال، نسك إنجيلى. كما يقول معلمنا بولس الرسول: "وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِى حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلَكِنْ لَيْسَ لِى مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا" (1كو 3:13). وهو وسيلة نعبر بها عن محبتنا لربنا، ويُمارَس باعتدال، وتحت تدبير روحى من أب الاعتراف. وهو نسك إنجيلى بمعنى أن أكون مسيحى الوسيلة والغاية.. بالمسيح أقدم هذه الذبيحة لمجد المسيح. وليس بقدرتى أو جهادات من أجل الذات!! لذلك نجد فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فرحة النسك. وإن كنا صائمين، فنحن فرحون ومنيرون رغم نسكنا الجهادى.