![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الملكوت هو سلاح الآب (مر 1: 12-15) يأتيينا اللّاهوت الـمُرقسي، في هذا النص، على عكس لّاهوت الإنجيليين متّى ولوقا الّلذين يفسران حدث التجارب بدءًا من خروج بني إسرائيل للبرِّيَّة حيث يعيد مرقس قراءة الصفحات الأولى من سفر التكويّن معتمداً في خلفيته على رواية الخلق. حيث كان آدم وحواء قبل الزلة الأوّلى يعيشان في إنسجام مع الحيوانات والخليقة. إلّا أن رّوح العداء والتنافر هما ثمرة العصيان البشري. وهنا في يسوع، الـمُتسلح بالرّوح والّذي انتصر في حربه ضد الشيطان، ظهر الإنسجام الّذي حلم به الآب. فيسوع، وهو ابن الله الحبيب، هو الإنسان الجديد الّذي يُسرّ به الله. بحسب السردّ المرقسيّ يأتي وصف الإنجيلي مُختتمًا هذا الحدث مشيراً بأنّ: «جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله، فيَقول: "تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة"» (مر 1: 14-15). لقد حقّقَّ يسوع في ذاته ما يدعونا إليّه اليّوم، وهو الإنتصار بخوض التجارب ضد الشرير والإنتصار عليه بقوة الرّوح ثم بقبول وإعلان الملكوت. بهذا الانتصار على الشرّ يمكن أنّ تنشأ إعلان نهايّة الأزمنة وقُرب الملكوت والدعوة إلى التوبة. إنّ قُرب الملكوت يتمثل في هزيمة الشيطان، وهذا القُرب سيستمر يسوع في كلّ أقواله وأعماله بعمق في باقي الإصحاحات بالبشارة المرقسيّة (راجع مر 3: 27). يسوع هو الإنسان القوي، الّذي بحسب وصف مرقس لاحقًا، قيدَّ الشيطان ويستطيع الآن أنّ يحررنا من سلطانه. إنّ الدعوة إلى التوبة تنبع من حضور يسوع، وهو الّذي حارب حاملاً سلاحي الرّوح والملكوت. فهو الإنسان الجديد الّذي كشف عن رغبة الله، وفيه نستطيع نحن البشرييّن مدعوين للعبور لنصلّ إلى ملء إنسانيتنا الجديدة. |
![]() |
|