رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع هو الهيكل الإلهي (يو 2: 13- 15) بحسب إنجيل يوحنّا، يمسّ هذا المقطع موضوع لّاهوتي يوحنّاويّ وهو العلاقة بين يسوع والهيكل، على عكس الأناجيل الإزائية الّتي تضعه بالقرب من نهاية حياة يسوع، أيّ بعد دخوله المنتصر إلى أورشليم. بينما يوحنّا يضعه مباشرة بعد المقدمة السردية (راج 1: 1- 18)، وإختيار تلاميذه الأوائل. وبعد حضور تلاميذه أوّل آياته أي معجزاته بقانا الجليل يرويّ يوحنّا جوهر رسالة يسوع. يشير حدث تطهير الهيكل إلى أنّ البُشرى اليوحنّاويّة تحتل دورًا خاصًا جدًا.بينما يأتي أوّل إشارة إلى عيد الفصح، مما يخلق دمجًا بين هذا المقطع المنهجي الّذي تمّ وضعه في بدايّة بشارته وربطه بروايّة الآلام والموت والقيامة الّتي ستختتم الإنجيل. إذ يفتتح الإنجيل النص قائلاً: «وكانَ فِصحُ اليَهود قَريباً، فصَعِدَ يسوعُ إِلى أُورَشَليم، فوَجَدَ في الهَيكَلِ باعةَ البقَرِ والغَنَمِ والحَمامِ والصَّيارِفَةَ جالِسين. فَصَنَعَ مِجلَداً مِن حِبال، وطَرَدَهم جَميعاً مِنَ الهَيكَلِ مع الغَنَمِ والبَقَر، ونَثَرَ دَراهِمَ الصَّيارِفَةِ وقلَبَ طاوِلاتِهم» (يو 2: 13- 15). الهيكل في هذا الوقت هو مكان يستقبل الجميع، الوثنيين واليهود، الرجال والنساء، ... . هذا يدل على إنّه صار مكانًا للتجارة إذ فقدّ الهيكل الّذي كان يحتفظ فيه الشعب بكلمات الله العشر. وبهذا إختلف معنى الهيكل من العباداة والروحيات والإلتقاء بالله إلى مكان لتحقيق المكاسب الشخصية وكلّ هذا يتم بإذن السلطتن الكهنوتية في عصر يسوع. وهنا يستعيد يسوع الإكرام لهيكل الله آبيه طارداً الباعة والتجار والصيارفة وبضائعهم خارج الهيكل المكرس فقط لعبادة الله والإلتقاء به. وهنا يوحنّا يشير برسالة جوهريّة في ردّ فعل يسوع وهو تطهير الهيكل من النجاسة ومن كل ما هو لا ينتمي لله. الطهارة الّتي سمّة الهيكل الإلهي بسبب إحتوائه على كلمات الله العشر إلّا أنّ الفعل البشري المعاصر للباعة في زمن يسوع يشير على أنّ أمانة الله ومجانيته وتغييّب الشعب بالكامل عما هو ما لله وإنغلاقه على مصلحته الشخصيّة والماديّة في بيت الله ولكنه بعيداً تمامًا عن الله في الحقيقة. |
|