بتتبعنا دخول يسوع أورشليم، كمسيح متواضع ووديع، ركز مرقس على حدث إنكار بطرس وه هو الآن يتوقف على حدث نقيض تمامًا، عند أقدام الصلّيب هل سيكون من الممكن أنّ نفهم، بحسب اللّاهوت المرقسيّ، وبشكل كامل حقيقة يسوع ومسيّانيته؟ يكشف الإنجيلي ما يحمله قلب شخص وثني وهو الإيمان فهو قائد الـمئة الوثنيّ الّذي سيفاجأنا بفهمه الباطني هذه السيّادة الإلهيّة، إذ يراه يموت فيقول جملة وحيدة ولا نسمع صوته سوى في هذا القول: «كانَ هذا الرَّجُلُ ابنَ اللهِ حَقّاً!» (مر 15: 39). تؤكد سيّادة يسوع المتألم في مقطع الآلام، على حقائق تُميّز بقوة نهايّة حياته الأرضيّة. وكما في المقطع الخاص بالدخول إلى أورشليم، يظهر هذا الجانب من روايّة إعداد العشاء الأخير، حيث يحدث كل شيء وفقًا لأمر يسوع. إنه سيد الأحداث ويبدو أنه يعرف كل شيء ويحدد كل شيء (راج مر 14: 12 – 17).