رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"عِطرُ الحياة" بين كاتب سفر المزامير والإنجيل الرابع "عطر المسيح قام يملأ حياتنا وقلوبنا" السّلام الفصحيّ الّذي يحمل عطر الحياة هو سرّ قيامة يسوع، فهو مصدر النعم الّتي نحيا بها. في هذا المقال، من جديد بعد أن تأملنا في صورة الرّاعي والرعيّة فيما بين العهدين بالمقال السابق، هكذا نستكمل قرائتنا في هذه السلسلة الكتابيّة. في العهد الأوّل سنتوقف أمام إلهامات كاتب سفر المزامير من خلال توقفنا اليّوم على مزمور 21 (22)، وهو يهدف إلى تسبيح الرّبّ الّذي يعده كاتب المزمور بالحياة له. من خلال عطر الحياة الّذي يكشفه كاتب المزمور الحادي والعشرون نستكمل بالعهد الثاني حوار يسوع قبل إتمامه سرّه الفصحيّ من خلال المقطع اليوحنّاويّ والّذي سيستمر أيضًا بمقالنا القادم. سنقرأ معًا يو 15: 1-8 وهو مقطع من خطاب وداع يسوع لتلاميذه الّذي بدأه في الإصحاح الـ 13. في هذه الآيات سنتعمق فيما يقدمه يسوع من صورة رمزيّة عن ذاته، كما رأينا صورة الراعي بالمقال السابق، هكذا نجد يسوع يُطبق على ذاته صورة الكرمة الّتي تحيا للآب،سنقرأ هذا النص على ضوء قيامة المسيح. مُستعيدين كلمات المعلم بعد إتمام حدث القيامة وهذا هو الجديد بمقالاتنا. يتميز هذا المقال بإستعانة يسوع بتشبيه حياتيّ في حديثه علاقة عن الكرمة بالأغصان (يو 15: 1-8). الكرمة هي بمثابة الصورة الرمزيّة كصورة الرّاعي الّتي إستعنا بها بالمقال السابق مدعويّن كمؤمنيّن بأنّ نتعمق في أيضًا خطاب يسوع على ضوء قيامته والسياق الفصحيّ الّذي نعيشه للآب مع الابن بعطر حياته. وهذا يمكننا من تقديم بعض التفسيرات الكتابيّة الّتي ستساعدنا كمؤمنين الثبات والإتحاد كالغصن في الكرمة الّتي تحمل صورة موت المسيح وعطر قيامته من بين الأموات. للرّبّ نحيا (مز 21) يهتف كاتب هذا المزمور بوعده للرّبّ، بصيغة الـمُتكلم، قائلاً: «لَه [للرّبّ] تَحْيا نَفْسي» (مز 21: 30). بعد أنّ إختبر الحياة مع الله، يعلن بشكل علنيّ بتكريس ذاته للرّبّ. مسيرة الكاتب تتلخص قبلاً في دعوته أيضًا للمعاصريه بالتبشير بكلّ أعمال الرّبّ، بتأكيده برسالتيّ التبشير والتسبيح بل ويدعونا مع معاصريّه بالتسبيح لأن أعماله العجائبية لا تُحصى: «سأُبَشِّرُ أُخوَتي باْسمِكَ وفي وَسْطِ الجَماعةِ أُسَبِّحُكَ. يا أَتقِياءَ الرَّبًّ سَبِّحوه ويا ذُرِّيةَ يَعْقوبَ كافَّةً مَجِّدوه. ويا ذُرِّيةَ إِسْرائيلَ كافَّةً اْخشَوه» (مز 21: 23- 24). هذه الدعوة الثلاثيّة بتسبيح وتمجيد الرّبّ مع مخافته. بهذا يهدف إلى دعوتنا اليّوم بحياة القلب له عطر الرّبّ ذاته: «لِتَحْيَ قُلوبُكم للأبدِ» (مز 21: 27). هذه الحياة لا تدوم لفترة بل للأبد. هذا ما يدعونا إليه الكاتب اليّوم وهو التمتع بعطر حياة أبديّة ننالها من الرّبّ الإله وفي ذات الوقت، نجعل من حياتنا عطر له كعرفان بالجميل والشكر لـمَانح الحياة. |
|