رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طقس التطهير في اليوم السابع: "وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَحْلِقُ كُلَّ شَعْرِهِ: رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَحَوَاجِبَ عَيْنَيْهِ وَجَمِيعَ شَعْرِهِ يَحْلِقُ. وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ فَيَطْهُرُ" [9]. سبق له في اليوم الأول لتطهيره أن حلق كل شعره وغسل ثيابه واغتسل، والآن في اليوم السابع يكرر ذات العمل، فلماذا؟ أولًا: لعل ما حدث في اليوم الأول يُشير إلى ما يتمتع به المؤمن في بداية عضويته الكنسية حين دخل مياه المعمودية ونال البنوة لله وصار طاهرًا في عيني الله. الآن ما يحدث في اليوم السابع إنما يُشير إلى حاجته إلى تجديد عمل المعمودية لا بتكرارها وإنما بالتوبة المستمرة ما دام في الجسد خاضعًا للزمن. يبقى الإنسان كل زمان حياته حتى اليوم السابع، أي حتى نهايتها مجاهدًا بلا انقطاع لتجديد العهد الذي أقامه مع الله في مياه المعمودية بالروح القدس. ففي نظر الكنيسة المعمودية هي بداية حياة وليست نهايتها، وبداية جهاد بالرب وليس نهايته. وكما يقول القديس غريغوريوس النيصي: [من يتقبل حميم التجديد يشبه جنديًا صغيرًا أعطى له مكان بين المصارعين لكنه لم يبرهن بعد على استحقاقه للجندية]. ويقول القديس مرقس الناسك: [العماد المقدس عمل كامل ويهبنا الكمال، إلاَّ أنه لا يكمل إنسانًا يهمل في تنفيذ الوصايا]. ويقول القديس ماريعقوب السروجي: [أيها المعتمدون في المياه وقد صرتم إخوة الابن الوحيد، لا تهينوه بأعمالكم الجسدية. لا تختلطوا بالزانية عوضًا عنه. طهروا نفوسكم من الزلات لكي تختلطوا بأبيه]. ثانيًا: لعل ما يمارس من طقس في اليوم السابع يُشير إلى خلع ما هو زمني كل أيام غربتنا حتى النفس الأخير، أي حتى اليوم السابع، حتى متى حلّ اليوم الثامن أي يوم الرب العظيم أو دخولنا إلى الفردوس لا يكون فينا أثر لشيء زمني أو أرضي أو جسداني، بل يظهر كل ما فينا جديدًا. ثالثًا: يرى العلامة أوريجانوسفي حلق شعر الرأس رمزًا لنزع كل فكر فينا بخلاف إيمان الكنيسة من جهة الرأس يسوع المسيح، فلا يكون فينا فكر غريب عن التعليم الإلهي الكنسي. وحلق شعر اللحية يُشير إلى تجديد شباب الإنسان، والعودة إلى حياة الصبا ليحيا المؤمن بالروح القدس في تجديد روحي لا ينقطع، وشباب لا تصيبه شيخوخة العجز. أما حلق الحواجب العينين فيُشير إلى انتزاع روح الكبرياء باتضاع السيد المسيح ووداعته فلا يكون لنا الحاجب المتشامخ. |
|