رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تبارك الله يبدأ نشيد المباركة: تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح. نحن هنا أمام بشريّة جديدة يخلقها الله. وسنعود في القسم الثاني (4: 1 ي) إلى بشريّة جديدة تحيا على الأرض في الوحدة والسلام، في اعتراف الإيمان، في نموّ روحيّ يجعلنا نقاوم سهام العدوّ الملتهبة. 1- دراسة النصّ ندرس هنا الفصل الأول كله من الجهة النقديّة. فنلاحظ أن الشهود لا تقدّم شكلاً آخر للنصر، بل تحاول أن تفسّر الصعوبات أو تخفّف منها. هناك إيضاحات في آ 4 وآ 9. النص الأساسي كان: اختارنا فيه... قصدَه فيه... فصار: اختارنا بالذات، تصده في نفسه. وفي آ 6، جُعلت لفظة "الابن" قرب "الحبيب". فقرأ المخطوط البازي مثلاً: "في ابنه الحبيب". وهناك إبدالات. في آ 6، جُعل حرف الجر (التي فيها) بدل "الذي" تصحيحاً لخطأ نحويّ. في آ 7، حلّ الماضي محلّ الحاضر لدى عدد كبير من الشهود. قال النص المعتمد: "لنا الآن". فصار: "كان لنا". وفي المخطوط الإسكندراني، حلّت لفظة الصلاح، الحنان (خرستوتس) محلّ "النعمة" (خاريس): "حسب غنى نعمته". في آ 9، جُعلت جملة مصدريّة موضع اسم الفاعل (معلمنا، غنوريساس) فضاع التوازي مع "اولوغيساس" (مبارك، آ 3) ومع "بروأوريساس" (محدّداً). وهكذا صار النص: "لكي يعلمنا سّر مشيئته"، فدلّ على نتيجة عطيّة الحكمة والفهم. في آ 10، حلّت عبارة "في السماوات" (مع حرف الجر "إن") محلّ "على السماوات" (مع حرف الجر "إبي"). فالمعنى الأساسي هو "على السماوات وعلى الأرض". في آ 11، هناك فعل التبس علينا معناه فحلّ محلّه فعل قريب منه "دُعينا" (في الاسكندراني والبازي). وفي آ 13، حلّ ضمير المتكلّم الجمع محلّ ضمير المخاطب الجمع. مرة في الاسكندراني، ومرتين في مخطوطات أخرى. "وفيه، أنتم أيضاً... إنجيل خلاصكم (أنتم)"، صارت: "وفيه نحن أيضاً... إنجيل خلاصنا". سنجد هذا التحوّل مراراً في ما يلي من النصّ فيصبح "أنتم" (هيميس) "نحن" (هاميس) فيضيع الناسخ أو هو لا يعود يهتمّ لإبدال صيغة المخاطب بصيغة المتكلّم. في الواقع، إن التلاعب على الضمائر يدلّ على البعد الذي نكتشفه في أف. نحن أي اليهود، أنتم أي الوثنيون. في آ 14، جعلت بعض الشهود صيغة المذكر (هوس) بدل الحيادي "هو" الذي يعود إلى "بنفما" (الروح). فقد تكون عملية انجذاب نحو لفظة "عربون" (ارابون في اليونانية) التي تأتي بعد الموصول مباشرة. في آ 15 نقرأ: "محبّتكم لجميع القدّيسين". لا نجد لفظة "محبّتكم" في برديّة 46 والاسكندراني والفاتيكاني والسينائي. قد يكون الاغفال عرضياً (يتكرّر التعريف "تان"). وقد يكون النصّ المعتمد أكمل عبارة قصيرة بما أخذه من كو 1: 4 (سمعنا بإيمانكم ومحبتكم)، فأشار إلى المحبّة الأخويّة. في آ 16- 18، زيد ضمير المخاطب الجمع فمار: "أذكركم". في الواقع، لا حاجة إلى الضمير والنصّ يتضمّنه. ومع ذلك زاده البازي ومجمل المخطوطات الجرّارة. كما حُذف بعد لفظة "قلوب"، فلم يَعُد "قلوبكم". وفي آ 19 نقرأ في النصّ الغربي "أنتم" بدل "نحن". هذا يدلّ أيضاً على عدم ثبات التقليد المخطوطيّ. ففي آ 15، 16، 17، 18 نجد المخاطب (ما عدا لفظة "ربنا": إله ربنا). ويظهر المتكلّم هنا من جديد، حيث تنتقل المقطوعة من مناخ كلام يوجّه إلى السامعين، إلى مناخ ليتورجي: "عظمة قدرته لنا نحن المؤمنين". في آ 20، نلاحظ ثلاثة أمور. الأول، جعل الاسكندراني والفاتيكاني صيغة الماضي التام محلّ الماضي العادي، فأعطيا عمل الله طابع شيء قد تمّ وأنجز. "بسطها" وانتهى منها. سنجد أمثالاً على هذا التحوّل في ف 2. الأمر الثاني، جعل النصّ الغربي صيغة الحاضر (أنهضه) بدل اسم الفاعل (منهضاً إياه). هل أراد الناسخ أن يميّز بين ساعة الصعود وساعة القيامة؟ الأمر ممكن. الثالث، حين زاد السينائي والاسكندراني ضمير الغائب (أجلسه هو)، أبرزا مبادرة الله التي أجلست المسيح عن يمين الله في السماوات. وهذا ما يقابل العبارة المعروفة "جلس" (بقدرته) عن يمين الله. 2- تحليل النصّ أ- إختيارنا في المسيح (1: 3- 14) يتألّف ف 1 إجمالاً من مقاطع ليتورجية. فبعد التحيّة، يبدأ النص بالمباركة (آ 3) وينتهي بالمجدلة (آ 14): "لتسبيح مجده". ويستعيد الكاتب في آ 15 (لذلك إذ سمعت بإيمانكم) الكلام ليبدأ صلاة جديدة، صلاة شكر تتواصل في تشفّع وطلب، على ما اعتاد أن يفعل بولس في رسائله. وعلامة القطع في آ 15 (كذلك) تبرز وحدة آ 3- 14. غير أن بعض الشرّاح فصلوا عن مقطع "المباركة" آ 13- 14 اللتين وإن توجّهتا إلى القرّاء، إلا أنهما أرادتا إدخالهم في العهد الإلهيّ كما تحتفل به الكنيسة. جملة واحدة، واسعة وطويلة، تمتدّ على 12 آية. هكذا تبدأ أف مع هذا النشيد العظيم الذي يقف تجاه أناشيد أخرى في العهد الجديد مثل مطلع إنجيل يوحنا (في البدء كان الكلمة). يحتفل هذا النشيد بالله الآب (آ 3). وتُدشّن الأداة "كاتوس"، حسب، كما، في آ 4، إعلان الأسباب التي تدعونا إلى المباركة. وهي أسباب تتداخل بعضها في بعض بشكل سريع يميّز أسلوب هذه الرسالة. جملة واحدة اعتبرها بعضهم تجميع كلمات. ولكنها في الواقع صلاة ملهمة ينطلق فيها النفَس ولا يستطيع أن يحطّ (على غصن شجرة) ساعة يكاد السجود يتوقّف. بحث الشرّاح عن مراجع استلهمها الكاتب فلم يجدوا، وحاولوا أن يجدوا البنية والتركيب فوجدوا ثلاثة مقاطع يرتبط فيها كل مقطع بعبارة "لتسبيح مجده" (ترد في آ 6، 12، 13): إختارنا الله، إفتدانا في يسوع المسيح، فتمّ فينا عمل الروح. هي بنية ثالوثية تظهر للوهلة الأولى. ولكننا نتوقّف بالأحرى عند خمسة خطوط بارزة. * الخط الأول: الأفعال نتوقّف أولاً عند الأفعال التي فاعلُها هو الله. فبعد "باركنا" (صيغة اسم الفاعل) في آ 3، يرد فعل "إختارنا" (يرد وحده في صيغة الحاضر) الذي به يرتبط السبب الأساسي. ثم يتشعّب في فعلين في صيغة اسم الفاعل: سبق وحدّد (آ 5). عرّفنا (آ 9). يُبرز الأول فكرة الاختيار، ويتجزّأ بدوره في فرعين: النعمة التي منحنا الله إياها (آ 6) والتي أفاضها علينا (آ 8 أ). أما الفعل الثاني فيُشرف أيضاً على فعلين: واحد يدلّ على ينبوع مخطّط الله (سبق نقصده، آ 9 ج). والآخر على نقطة وتولى هذا المخطّط (يجمع تحت رأس واحد، آ 10). إذن، باركنا الله واختارنا. أولاً: سبق وأعدّنا حسب النعمة، التي منحها لنا (آ 6)، التي أفاضها (آ 8). ثانياً: عرّفنا بالسّر، الذي خطّطه (آ 9)، الذي يكمن في أن يجمع. حين نلاحظ هذه الأفعال نُبرز الفاعل، نبرز الله الذي تظهر مبادرته (المباركة، الاختيار) على مستويين: إمكانيّة الغفران الخلاصي، ثم معرفة البعد الكوني لفدائنا. * الخط الثاني: أسماء الموصول يتكرّر إسم الموصولة (الذي فيه= في المسيح) بطريقة شبه إيقاعيّة مع حرف العطف (كاي في اليونانية) (رج في آ 11: وفيه أيضاً). وحين يزيد لفظة "فيه" تبرز ثلاث محطات في تسلسل المباركة الإلهية: الاختيار والتبنّي (آ 4- 6). الفداء وجمع البشريّة في واحد (آ 7- 10). تكوين الميراث الاسكاتولوجيّ (آ 11- 12) مع امتداد حول ختم الروح القدس في آ 13- 14. نحن هنا من الوجهة اللاهوتيّة، وكما سبق وفلنا في بنية ثالوثيّة: يتركّز البيت الأول على عمل الآب، والبيت الثاني على عمل الابن، والثالث على عمل الروح القدس. وقد نستطيع أن نُبرز بشكل خاص وساطة المسيح في هذا العمل العجيب. * الخط الثالث: حروف الجرّ - "في" (إن) يدلّ على الأساس وأداة العمل: في و ب. في المسيح وبالمسيح. في المسيح، الذي فيه، وفي حبيبه. ويرافق هذا الحرف "ديا" (حرف الجرّ "ب") "بالمسيح يسوع" (آ 5). "بدمه" (آ 7، بواسطة دمه). وهكذا يدلّ النصّ على الذي فيه وبه يتمّ كل شيء: المباركة (آ 3 ج)، الاختيار (آ 4 أ)، التبنّي (آ 5)، العفو (آ 6 ج)، الفداء (أ 7 أ)، تدبير الله (آ 9)، الجمع في واحد (آ 10 أ)، المصالحة (آ 10 ج)، تعييننا كورثة (آ 11 أ، أو: من أجل الميراث)، الرجاء (آ 12)، تقبّل الكلمة (آ 13 أ)، الإيمان (آ 13 ب). نشير هنا إلى أن لفظة "فيه" في آ 9 قد تعني الله أو المسيح. كما يجب أن نعتبر "به" في آ 13 وكأنه يدلّ على المسيح. - "حسب" (كاتا). نجد هذه اللفظة في آ 5، 7، 9، 11 أ، 11 ب: على حسب مرضاته، على حسب غنى نعمته، على حسب مرضاته، حسب قصد من يعمل، على حسب مرضاته. نزيد أيضاً "كاتوس" في آ 4. هذا ما يدلّ على الشكل والطريقة. يدلّ على بواعث المخطّط الفدائي. إنها ترتبط بشكل حصريّ بالله الذي ذُكر في آ 3 (أبو ربنا يسوع المسيح)، ثم دلّت عليه عبارات مأخوذة من العالم اليهودي: إختارنا، أنعم علينا... وتَقوّى هذا الطابع الساميّ للمبادرة الإلهيّة بتكرار موقع لفظة "برو" اليونانية التي تعني "سبق" (سبق وحدّد، آ 5، 11؛ سبق وقصد، آ 9، 11). وهكذا تتجاوز مبادرة الله كل أعراض التاريخ: فهي قد بدأت قبل إنشاء العالم (آ 4). وسبقت كل شيء، فجاءت الأولى في قلب الله. - "من أجل" (ايس). هذا حرف الجر اليوناني يدلّ على الغائية، ويرد في آ 5 أ، 5 ب، 6 أ، 8، 10، 12، 14: "من أجل فداء نحصل عليه لتسبيح مجده". هناك غاية (أو هدف) ترتدي وجهين لا ينفصلان: نحن ننعم بعمل الله. من أجلنا كانت مبادرة الآب. ثم مجد الله الذي هو الأول: فلتسبيح مجد الله حصل ما حصل. * الخط الرابع: تسبيح مجده تتكرّر هذه الردة (أو: هذا القرار) "تسبيح مجده" في آ 6 أ، 12 أ، 14، فبدت مَعلَماً لافتاً لتأليف هذه الصلاة. ولهذا قسمها بعضهم إلى ثلاثة أقسام. ولكن يبدو أن الذكر الأولى (آ 6 أ: لتسبيح مجد نعمته) يدخلنا في جوّ "النعمة" التي يتوسّع فيها النصّ فيما بعد. والذكر الثالث (آ 14: لتسبيح مجده) يلعب دور مجدلة أخيرة. والذكر الثاني يتوسّط الذكرين الأول والثالث، وقد كنا نتوقّعه في آ 10 حيث ذروة الصلاة: "يجمع تحت رأس واحد في المسيح، كل شيء". غير أن هذه الردّة تخلق أيقاعاً في هذه المباركة لا سيّما وأنها تترافق مع ردّة أخرى هي "مرضاة الله" (مشيئة الله) في آ 5، 9، 11 (على حسب مرضاته). كل شيء ينطلق من إرادة حرّة ويزول إلى التسبيح والتمجيد. * الخط الخامس: أنتم، نحن وساعدنا النقد النصوصيّ على اكتشاف انتقالة من صيغة المتكلّم الجمع (نحن) إلى صيغة المخاطب الجمع (أنتم). إن المباركة تحيط بمجمل المختارين، من آ 3 حتى آ 11: باركنا (نحن)، إختارنا، لنكون... دُعينا، اصطُفينا. وفي آ 13 تنتقل إلى صيغة المخاطب الجمع: سمعتم (أنتم). من أجل خلاصكم (أنتم) خُتمتم... هل نحن أمام ضعف في النصّ؟ هل هذا يدلّ على الوثني (أنتم) تجاه اليهودي (نحن)؟ هل تركنا الصلاة وبدأنا في توسيع آخر؟ أجل، ترك بولس الصلاة ووجه كلامه إلى قرّائه. إنتقل من نشيد احتفالي إلى الكرازة والوعظ. هذا الانتقال معروف في المباركات اليهودية، بل في العهد الجديد. مثلاً، ينشد المديح الكرستولوجي المسيح الذي هو رأس العالم، في صيغة المخاطب، ويكون المسيح فاعل الأفعال (كو 1: 15- 18). ولكن يحيط به مقطعان في صيغة المتكلّم الجمع (نحن) ينشدان مبادرة الله المحرّرة (آ 12- 14- 14 ثم آ 19- 20). وتسبق هذين المقطعين وتتبعهما دعوةٌ إلى القرّاء ليجعلوا هذا الكلام وكأنه يتوجّه إليهم ويعنيهم (في صيغة المخاطب المتكلّم، أنتم، في آ 9- 11 وآ 21- 23). وهكذا تتواصل هذه الجملة الطويلة فلا نعرف أين نضع علامة الوقف: تأتي المباركة فتعدّد مآثر الله وتدلّ على منفّذها وهو يسوع المسيح. منذ آ 3 نتعرّف إلى اللهجة والفنّ الأدبي: نحن أمام نشيد ليتورجي يذكّرنا بأناشيد العهد. هناك مبادرة من جهة واحدة، من قبل الرب. وهي تنزع الشعب المختار من وضعه السابق لتدفعه، عبر تحرّره، نحو تجديد الكون. ومع المسيحيّة، صار الاحتفال ثالوثياً. الآب الذي لمجده يتمّ كل شيء هو الخالق وهو المخلّص. وفي الابن ننال الاختيار والتبنّي والفداء. إنه النقطة المركزية في الكون. والروح القدس يُنعش مسيرة شعب الله ويوجّهها ويؤمّن كمال المواعيد. وتشكّل آ 8 علامة وصل بين الإعجاب بعمل الله الذي يتحقّق والكشف عن سّر يوجّهنا نحو المستقبل. أجل، تبدو هذه الصلاة بشكل قوس مشدودة: تنطلق أن المباركة وتنتهي في المجدلة: مبارك الله... لتسبيح مجده. ب- شكر ودعاء (1: 15- 23) مع آ 15، نبدأ بالرسالة في حصر المعنى مع انطلاقة جديدة: فعل رئيسيّ في آ 16 (لا أزال أشكر) يصل بنا إلى 2: 4 بل إلى 2: 7. ولكن اللهجة الاحتفاليّة في 1: 23 تدعونا إلى التوقّف في نهاية الفصل الأول: "الكنيسة التي هي جسده، وكمال من يكتمل في جميع الكائنات" (أو: ملء من يملأ كل الكائنات). في 2 كور 1: 3 ي، وفي 1 بط 1: 3 ي، حلّت المباركة محلّ فعل الشكر والدعاء. أما في أف فقد جمع بولس بين المباركة من جهة والشكر والدعاء من جهة أخرى. فالرسالة تتواصل بذكر إيمان القرّاء على ما في كو 1: 4 (سمعنا بإيمانكم لا المسيح يسوع)، 1: 19 (ننفك، منذ يوم سمعنا). بعد هذا، ترد صلاة الرسول (آ 15- 16) ثم هدفه: إستنارة القرّاء (آ 17- 19). وينتهي المقطع بشكل احتفال ينشد عمل الله في المسيح (آ 20- 22) وفي الكنيسة (آ 23). يسبق الفعل الرئيسيّ اسمُ الفاعل (إذ كنت عالماً)، ويتبعه إعلان الشكر والدعاء (شاكراً، ذاكراً إياكم). وتبدأ الطلبات في آ 17: "لكي": موهبة المعرفة الإلهيّة التي تمتدّ في ثلاثة اتجاهات، وكل اتجاه يبدأ بلفظة "ما": ما رجاء دعوته. ما غنى مجد ميراثه. ما عظمة قدرته. إذن، رجاء الله، ميراثه، قدرته. يذكّرنا الرجاء والميراث بالمباركة. أما قدرة الله فسوف تعدّد أعمال الله في المسيح: أقامه (الله)، أجلسه، أخضع له، جعله. وإذا عدنا إلى مستوى اللغة، إكتشفنا في آ 16 ما يتعلّق بالصلاة: الشكر، الذكر، الصلوات المتواصلة. وفي آ 17- 18، يطلب الكاتب من الله عطايا المعرفة للمؤمنين: روح الحكمة والوحي، المعرفة، الاستنارة، العلم. ويفتح العلم عيوننا على أبعد ما فيه لتنال الجماعة كلّ قدرة الله. وتكرّس آ 19 الألفاظ التي تدلّ على السلطان: القدرة، القوة، السلطان، العزّة. وتتركّز هذه القدرة في تمجيد المسيح: القيامة، جلوس عن يمين الآب، ارتفاع فوق كل القوّات، الجلوس ملكاً على الكون، تعيينه كرأس للكنيسة (آ 20- 22). وتسمّى الكنيسة بدورها "الجسد والملء" (آ 23). وهكذا أيضاً ضمير المتكلّم المفرد (أنا، الرسول يتكلّم) مع أفعال في آ 15 (سمعتُ) وآ 16 (لا أزال أشكر... وأذكركم). ثم تسيطر صيغتا المتكلّم الجمع (نحن) والمخاطب الجمع (أنتم) فنجد أولئك الذين نعموا بالصلاة وعمل الله فيهم (آ 17- 19: يؤتيكم، ينير عيون قلوبكم). وبعد آ 20، يتركّز كل شيء على شخص المسيح، كما في كل احتفال. وجاءت التوازيات وتكرار الكلمات، فدلّت على أننا أمام مديح يشيد بانتصار المسيح: أنهضه من بين الأموات/ أجلسه عن يمينه/ أخضع كل شيء تحت قدميه/ جعله رأس كل شيء. هذه هي النواة الأولى: رفع الله المسيح وأجلسه من عن يمينه. وستتوالى ألفاظ تتحدّث عن هذه الرفعة، فتَدخل في ما بعد في "قانون إيمان الرسل". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن الله يأمر النور الذي خلقه والظلمة التي لم يخلقها ويطيعانه |
عندي رب قادر يخلقها |
لم يخلقها باطلاً، للسكن صوِّرها |
البهجة التي يخلقها وجودك |
لم تصبكم تجربة إلاّ بشريّة |