رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنواع الأدبية في كتابة حزقيال النبي إنّ سفر حزقيال غنيّ بأنواعه الأدبية المتعدّدة، التقليديّة والتجديديّة في آنٍ معاً. إنّ التصميم الذي قدّمناه فيما سبق يبرز أربعة أنواع: الرؤيا، العمل الرمزيّ، الخطب ذات الإستعارات، والعرض المتّصل بالتاريخ. وبما أنّ القسم الثاني من السفر الذي نهتمّ بدرسه يحتوي بالأخص رؤى وأعمالاً رمزية، فإننا سنركِّز على هذين النموذجين الأخيرين. 1- النوع "الرؤيوي" بالدرجة الأولى، تبدأ الرؤيا بتدخّل إلهيّ، من خلال يد الرب، أو روحه بالذات (8: 1 ب؛ 37: 1). ويُنتَزَع النبي من عالمه المعتاد، وينقله الروح ويضعه في مكان يستطيع أن يرى منه (8: 2؛ 37- 2)، ويسمع (8: 5؛ 37: 4). ويمكن أن يتوجّه نظره إلى الخطايا التي اقترفها الشعب (8: 2 ي)، كما إلى الظواهر المرعبة الناتجة عن تلك الخطايا (العظام اليابسة= زوال الشعب) (37: 1 ي). ويحدّثه الله بما يرى. في 8: 1 ي يُطلق يهوه حكماً ضد شعبه، أما في 37: 1 ي، فالرب يعد حزقيال بإنهاض بيت إسرائيل من جديد. ومن جهة ثانية فإنّ النبي يرى فعاليّة كلمة الله التي تتحقّق أمامه. مثل تدمير المدينة (9: 1 ي)، أو قيامة الشعب (37: 7 ي). وأخيراً، إنّ التصرّف الإلهيّ (مجد يهوه يهجر الهيكل والمدينة) (10: 19؛ 11: 23) أو كلمة الرب (37: 12 ي)، يعيدان تحديد صلة يهوه بشعبه. وفي الرؤيا التي تبشّر بالخلاص، يمكننا الإشارة إلى بعض علامات هذا الخلاص: الصليب (السِمة) على الجبهة (9: 6) وتوسّط النبي لصالح شعبه (9: 8). هذه الرؤى هي ذات أهداف مختلفة. في الأولى (8: 1 ي)، يحثّ النبيّ الشعب على الارتداد، وفي الثانية (37: 1 ي) يريد أن يستحثّ رجاء شعبه وسط المحن. هذا النوع من الكتابة ليس خاصاً بحزقيال وحده. ولكننا لا نستطيع إنكار الخصوصية التي أضافها النبيّ عليه، والتي ستنمو في القسم الرؤيويّ (راجع سفر دانيال أو زك 9- 14). 2- النوع "الرمزي" إنّ الطريقة التي بها يعبرّ النبي عن فكرته لا تقتصر على الكلام أو الرؤيا. هناك أيضاً الحركة الرمزيّة. يمكن أن يكون هذا العمل إشارة تمثّل، بالمقارنة، رسالة النبيّ. إنّ العمل الرمزيّ يشغل الشخص بكامله، فهو علنيّ عام، ويراه كل الشعب. يحتوي هذا النوع من القصص، عادةً، ثلاثة: 1- الأمر بالتنفيذ من الله. 2- وصف العمل. 3- الكلام الذي يشرح معنى العمل. ومن بين القصص الكاملة، يمكن أن نقرأ قصة سهام الملك يوأش (2 مل 13: 14- 19)؛ وزواج هوشع (هو 1: 2- 9؛ 3: 1- 5)؛ والمنطقة (الزنار) المطمورة في نهر الفرات (إر 13: 1- 11)؛ وأهبة الجلاء (12: 1- 16)؛ وعدم حداد حزقيال عند موت زوجته (24: 15- 24). وأحياناً لا تحتوي القصة سوى العنصرين الأول والثالث (أش 8: 1- 4؛ إِر 16: 2- 9؛ حز 5: 1- 17؛ 12: 17- 20؛ 24: 1- 14؛ 37: 15- 28). هناك قصص نادرة كما في إِر 28: 10- 11 لا تتضمّن سوى العنصرين الثاني والثالث. كل قصّة رمزيّة تحتوي شيئاً يُستخدَم للعمل الرمزي. كمثل قطعتَي الخشب في 37: 16. وحفر اسم يوسف وأفرائيم عليهما وجمعهما أمام الشعب، أمر يرمز إلى وحدة الشعب التي ستعاش مجدّداً على أرض إسرائيل بعد العودة من المنفى. إنّ "وجه الشبه" هو العنصر الأساسيّ في العمل الرمزيّ. ولكن الكلام التفسيريّ والأمر الآتي من الله، هما أيضاً من ميزات الحركة الرمزيّة، والتي تجعلها مختلفة عن العمل السحري. |
|