الله يبحث عنى

[walaa farouk]

إذا أردنا أن نضع عنوانًا للتاريخ البشري،
أعتقد أنّه سيكون "رحلة بحث الله عن الإنسان"
وإن كان من المُعتقد أنّ الإنسان هو من يبحث
عن الله ويحاول إرضاءه بشتّى الطُرق؛
ولكن في الحقيقة نؤمن أنّ الله هو من يبحث عن الإنسان
ليهديه، فهو مُحبّ للبشر ولذّته مع بني آدم. فمُنذ البداية
حين أخطأ أبونا آدم واختبئ خوفًا من الله
، يُخبرنا الوحي المُقدّس أنّ الله سبحانه هو من بادر
ليبحث عنه فيقول: «فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟»، فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ»
(سفر التكوين3: 9-10). ويؤكّد لنا مثلًا قاله السيّد المسيح
حين كان على الأرض، أنّه يُشبه راعٍ صالحٍ
لديه تسعة وتسعين خروفًا، وفي يومٍ ضلّ أحد الخرفان
فترك التسعة وتسعين وذهب يُفتّش ويبحث عنه
ليحمله في حضنه ثانيًا، «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ
، وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ
، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟» (إنجيل لوقا 15: 4).
وأنت يا عزيزي، إذا كنت تائهًا في دروب الحياة،
لا تعرف ماذا تفعل، فقط ادعو الله أن يَجدك
فثق أنّه يُحبّك ويبحث عنك.