رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أراد الزَّارع أن يزرع حَبَّة الخَرْدَل في حقله لا من اجل أن تعيش لنفسِها، بل أن تنمو؛ أرادها أن تنمو لا لتزهو بنفسها وتتعالى على غيرها، بل لتأوي إليها الطُّيور وتعشّش في ظِلّها. فما يريده الله من حضورنا هو أن نكون لأجل الآخرين، لا أن نتقوقع على ذواتنا، ونصير غاية في حدّ ذاتها. يُريدنا الله أن نكون وسيلة ليبني بنا ملكوته، ملكوت المَحَبَّة والسَّلام والقداسة والعدل. استخدم يسوع حَبَّة الخَرْدَل أصغر الحبوب لتمثيل "مملكته". قد تبدو المملكة ورعاياها قلائل غير مهمِّين الآن، لكن في النهاية سيكونون أقوياء من خلال قوة الله. ويُعلق العلامة بطرس خريزولوغُس: "إنّ الرَّبّ يسوع المسيح هو الملكوت: على طريقة حَبَّة الخَرْدَل، لقد "زرِع في الأرض"، أي جسد العذراء مريم. ثمّ نما وأصبح شجرة الصَّليب الّتي غمرت الأرض بكاملها" (العظة 98). |
|