مَطرونة القديسة البارة القسطنطينية
مَطرونة القديسة البارة القسطنطينيةولدت في بَمْفيلية في آسيا الصغرى (تركيا الحالية) في أواسط القرن الخامس للميلاد. زُوّجت وهي في الثالثة او الرابعة عشرة من عمرها، وأنجبت بنتاً. مالت إلى حياة الصلاة منذ شبابها الاول، لا سيما بعد ان التقت امرأة تقية في القسطنطنية. حاول زوجها صرفها عما اعتبره تقوى زائدة لديها، حتى حرّم عليها الخروج من البيت احياناً. اعتصمت بالصبر إلى ان كان يوم دبرت فيه امر ابنتها، ولبست هي لباس الرجال وفرت من المنزل الى دير القديس باسيان في القسطنطينية. قبلوها لانهم ظنوا انها خصيّ. لم يمضِ وقت طويل على ترهبها حتى اكتشف رئيس الدير امرها.
عرف بالروح نعمة الله عليها، لكنه خاف على ديره، فرحّلها الى دير للراهبات في حمص. وهناك ترسّخت مطرونة في حياة الفضيلة. فلما ذاعت شهرتها فرت الى أورشليم ومنها إلى بيروت لئلا يجرح المجد الباطل نفسها.
في بيروت اتخذت مطرونة هيكلاً وثنياً ملجأً لها. هناك داهمتها التجارب كثيرا، لكن لم يتسلّل الخوف، بنعمة الله، إلى قلب مطرونة التي ثبتت مصلية. صمدت امام كل إغراء تكافح في الصلاة الدائمة والتمجيد. ثم ان بعض البيروتيات الوثنيات أخذن يقبلن عليها متعجبات، وبدأن يسألن ان يعتمدن وينضوين تحت لوائها. أقامت مطرونة في بيروت، برفقة تسع تلميذات، أشهراً او ربما سنوات.
ومن بيروت عادت مطرونة الى القسطنطينية فأقامت في قلاية قريبة من دير القدّيس باسيان. ثم استدعت راهباتها، بعد حين، من بيروت. ويبدو أن صيتها ذاع من جديد، في وقت قصير، فأخذت النسوة التقيات، لا سيما من فئة النبلاء، يتدفقن عليها لينتفعن من إرشادها وينلن بركتها. وقد تركت عدة نبيلات العالم وأتين فاقتبلن حياة الفقر والطاعة تحت جناحيها. هؤلاء النسوة حملن معهن أموالاً وعطايا جزيلة استخدمتها القديسة في بناء دير ما لبث ان اضحى أحد أهم الأديرة في المدينة.عاشت مطرونة ما يقرب من مئة عام.
تعيد لها الكنيسة المقدسة في التاسع من شهر تشرين الثاني.
طروبارية باللحن الثامن لمَطرونة القديسة البارة القسطنطينية
بكِ حُفظت باحتراسٍ وثيق، أيتها الأم مطرونة،
لأنك قد حملت الصليب فتتبعتِ المسيح، وعملتِ وعلّمتِ أن يُتغاضى
عن أمو الجسد لأنه يزول، ويُهتمّ بأمور النفس غير المائتة.
لك أيتها البارة تبتهج روحك مع الملائكة.
قنداق باللحن الثانيلمَطرونة القديسة البارة القسطنطينية
لما أذويتِ جسدكِ يامطرونة بالأصوام، وأنت ساكنة فيما
بين الرجال، مثابرة على الصلوات، خدمت السيد بحال إلهية،
الذي لأجله أهملت جميع الأشياء، قاضية حياتك بالبرّ.