"العُشبَ أَوَّلًا، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل " فتشير إلى الدَّرجات الثَّلاثة في نمو النَّبات، وهي سلسلة من العجائب الطبيعة تبدأ في الخِفْيَّة عندما يُلقي الفلاح البَذْر في الأرض: نمو العشب، ثم السُّنبل ثم القمح. النُّمو نفسه غير منظور، لكنَّ نتائجه ظاهرة. كذلك النُّمو نفسه في المؤمن غير منظور، ولكن أثماره ظاهرة، وهي "المَحَبَّة والفَرَحُ والسَّلام والصَّبرُ واللُّطْفُ وكَرَمُ الأَخْلاق والإيمان والوَداعةُ والعَفاف" (غلاطية 5: 22-23). ويشير يسوع هنا إلى القوَّة التي بها نؤمن أنَّ الله يعمل ليتحوّل زَرْعنا حَصَادا. فالنمو الروحي في حياة الإنسان هو نمو تدريجي، وليس انقلابًا وتغييرًا في لحظة. فيبدأ كنبات بسيط في بداية التوبة، وبعد ذلك سنابل، أي الأعمال الصالحة، ثم يصير قمحًا أي ثمرا ناضجا ثابتا، وكذلك هو مصدر غذاء روحي لآخرين.