رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبناء إبليس وصِفاتهم (ع 42- 47): 42 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي. 43 لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كَلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي. 44 أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. 45 وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي. 46 مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ 47 اَلَّذِي مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلاَمَ اللهِ. لِذلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللهِ». ع42-43: كما نفى المسيح بنوة اليهود لإبراهيم، يعود وينفى بنوتهم الروحية لله، مقدما الدليل على ذلك، وهو رفض اليهود للمسيح نفسه. ويقدم المسيح نفسه هنا، كما سبق وقدم أيضًا أنه كلمة الله المتجسدة، فهو الخارج من عند الله - المتجسد - وبإرادة الآب لخلاص البشر. فعندما يرفض اليهود المسيح المتجسد، يرفضون الله نفسه. ويزيد المسيح لحديثه سببا آخر لرفض اليهود الإيمان به، وهو أن اليهود سمعوا كلمات المسيح بآذانهم الجسدية، فلم يفهموا قصده من البداية، وكان ينبغي أن يسمعوا حديثه بقلوبهم، فكلام الله يُقبل بالإيمان، وليس بالعقل القاصر أو الأذن الجسدية. ع44: تعتبر هذه الآية من أقوى المواجهات التي واجه فيها السيد المسيح اليهود. ولم يكن الغرض هو التعدى على مشاعرهم، بقدر تبرئة الله وإبراهيم من هذا الشعب الغليظ القلب. وقصد بشهوات أبيكم إبليس هنا، هى رغبتهم في قتله، فعادة ما يجتمع الأشرار مع الشيطان في إرادة واحدة، فيصيروا بذلك أبناءا لإرادته. ويستطرد السيد حديثه في وصف الشيطان بصفاته التالية: (1) "قتّالا": أي منذ دخول الشر قلبه، كانت غاية الشيطان الوحيدة هي الفتك بالناس وتضليلهم، من أجل هلاك نفوسهم. بل هو المصدر الوحيد لكل الصراعات والحروب، وإثارة الكثيرين على قتل إخوتهم وشعوبهم. واستخدم المسيح كلمة "قتّالا"، وليس قاتلا، ليوضح أن هلاك الناس هو عمل مستمر للشيطان، بل هدفه الوحيد من كل أعماله. (2) "لم يثبت في الحق": عندما خلق الله الشيطان، كان ملاكا عظيما ذو رئاسة، أي أن الله خلقه في النور والحق. أما هو، فبإرادته، لم يثبت في هذا الحق، وتدنى إلى كل الشر بانفصاله عن الله. راجع قصة سقوط الشيطان (إش 14؛ حز 28: 12-19). (3) "كذاب": من أهم صفات الشيطان التي يضل بها الناس، كما أضل بكذبه أبوينا الأولين. وهذه الصفة تنتقل بالتبعية لأولاده الذين يحملون صفاته. ع45: يعود السيد المسيح مرة أخرى لسبب عدم إيمان اليهود بكلامه، فهو يتكلم بالحق، ولكنهم أبناء الكذاب، فلا يفهمون ولا يصدقون كلماته. ع46: يقدم السيد هنا دليلا قويا على كل ما قاله سابقا، وخروجه من عند الآب وتجسده. وهذا الدليل قدمه في صورة سؤال لليهود، وهو: من يمسك علىّ تعديًا واحدًا، سواء للناموس أو بأية خطية أخرى؟ ع47: يأتي المسيح هنا لنهاية جزء من حواره مع اليهود، ردًا على الآية 41: "لنا أب واحد هو الله". فبعد أن أثبت لهم عدم بنوتهم لإبراهيم بسبب أعمالهم، وأنهم أبناء الشيطان بإرادتهم الشريرة لمحاولة قتله، وكذبهم؛ يأتي لنهاية هذا الجزء، نافيا تمامًا بنوتهم لله أبيه، ومقدما هذا سببا لعدم سماع كلامه والإيمان به. |
|