فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك
تشير عبارة "سَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار" إلى عدم مشاركة المُزارع في عمليَّة النُّمو، لأنَّ لا شأن له في ذلك، وهو يجهل مـا يتمُّ أثناء هذه الفترة، إنَّما يجب عليه أن ينتظر ويصبر، كما ما ورد في تعليم يعقوب الرَّسول "أُنظُروا إلى الحارِثِ كَيفَ يَنتظِرُ غَلَّةَ الأَرضِ الثَّمينة فيَصبِرُ علَيها حتَّى يَجنِيَ باكورَها ومُتأَخِّرَها" (يعقوب 5: 7).
الصَّبر يرتبط بالانتظار، والانتظار يتطلب الثِّقة بالأرض والبَذر، أي الحبوب التي زرعت في الأرض، وحيث أنَّ البَذر هي هِبة من الرَّبّ، ولا يمكن أن تكون غير مثمرة.
وكما أنَّ الزَّارع مدعوٌّ إلى الثِقة بالأرض وعليه ألاَّ يفقد الصَّبر إن لم تظهر النَّتائج له في الحال كذلك على المُبشر بالكلمة الإلهيَّة بعد أن يزرع الحق في آذان النَّاس وقلوبهم أن يتكل على الله لكي يُحيي ذلك الزَّرْع ويجعله مثمرًا كما يشاء.