رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعرض ف 8- 11 خروج يهوه من الهيكل وتذكر السبب: يهوه ترك الهيكل الذي نجّسته عبادة الأصنام. لم يعد الشعب يعتقد بوجود الربّ في البلاد: فينطلق في البحث عن آلهة أخرى، أكثر قدرة، تستطيع أن تحميه. فالمسؤولون عن الشعب، هم بالذات يحرقون البخور أمام الصُوَر، وهم يقولون: ان يهوه لا يرى وقد ترك الأرض. لم يعد الله ذا أهمية بالنسبة لهم. وبالإضافة إلى ذلك، فالنساء يبكين تموز ويدعونه لكي يملأ الفراغ ويرضي حاجات الشعب. وقد انهارت العبادة لدرجة أن مجد يهوه في قدس الأقداس، لم يعد معبوداً، ويديرون له ظهورهم ليسجدوا أمام الشمس. بعد توجيه الاتهام، يلفظ يهوه الحكم ليبيد الخطأة وينقذ الذين يتألَّمون بسبب رجاسات أولئك. يحتفظ يهوه بعدد قليل جداً من الناس ليعطي روحاً جديداً لشعبه. إن لاهوت حزقيال يوضح السبب الذي جعل يهوه يطلق حكمه. ويميّز هذا اللاهوت بين الأخيار والأشرار، ويُبرز العقاب الذي حلَّ بالمدينة، ليبرز في الوقت ذاته، بشكل أفضل، الخطيئة التي ارتكبها إسرائيل، إذ ترك يهوه ونقض العهد. في هذا المناخ المأساوي، تجدر الإشارة إلى لمحة من فكرة حزقيال، وهي انفتاحه الواسع. إذا كان الله الضمانة الوحيدة للخلاص، فهو لم يعد مرتبطاً بذهابه إلى المقدس الذي دنُّسته العبادات الزائفة. ومن المناسب الإشارة، أخيراً، أن الاتهام لا يقتصر على ف 8- 11؛ فهناك أيضاً ف 14، حيث لا يسمح يهوه للشيوخ "أن يسألوه سؤالاً" لأنهم يمارسون العبادات الوثنية. وكل سائل سيُستأصل من الشعب (آ 4- 8)، تماماً كالنبي إذا ضلَّ (آ 9). وفي ف 20، فإن إسرائيل، منذ نشأته، يتمرّد باستمرار على الوصيّة الأولى للعهد، التي تدعوه لترك العبادات المصريّة (آ 5- 9). "إنّ الجيل الحاضر لا يفعل سوى مواصلة هذه القصة المؤسفة: فهو منجَّس بالأصنام، وبتقديم الأولاد محرقات للأوثان (آ 23- 26)، وقد نقضي عهده مع يهوه الذي لا يسمح لهذا الجيل بأن يسأله سؤالاً" (آ 30 ي). وكذلك نقول عن ف 16، حيث الاتهام يطال، في الوقت ذاته، العبادات الخاطئة والمعاهدات الغريبة. إن الأصنام تملأ البلاد كلّها، حتى مركزها الأكثر قداسة، أي الهيكل (ف 8؛ 11). قد تسلّلت الأصنام إلى قلب كل شخص (ف 14). وإذا رجع حزقيال إلى ماضي إسرائيل، فلن يجد فيه سوى سلسلة متواصلة من الثورات في العبادة". في الواقع، نجد في سفر حزقيال أن مكاناً كبيراً قد أُعطي لعبادة يهوه، والفصول 40- 48 تبرز أسس شرعيته وقداسته. وقد وُصف في هذا السفر رجوع مجد الربّ بعد تطهير البلاد وهيكل أورشليم. وبمقابل ف 8- 11 سنقرأ الوصف الذي يعطيه النبي لتلك العودة. فبعد العقاب يمكن أن نتبيّن ترميم بيت إسرائيل. |
|