رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَكَ قَالَ قَلْبِي: «قُلْتَ: اطْلُبُوا وَجْهِي». وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ. إن داود يقدم طلبة لله من قلبه، أي من أعماق مشاعره وليس فقط بشفتيه. وهذا تعبير عن ارتباط داود بشخص الله وتعلقه به. الله يتمنى أن نحبه لشخصه، وليس مجرد وسيلة لتحقيق طلباتنا، وداود فهم هذا الأمر؛ لذا طلب وجه الله، أي شخصه لمحبته له. إنه قد انتقل من طلبه معونة الله ضد الأعداء إلى انشغاله بوجه الله؛ لأن التمتع بحضرة الله أحلى من أي شيء في العالم. وبالطبع من يشعر بحضرة الله لن يتركه الله، بل يكفى كل احتياجاته؛ لأن المسيح بنفسه قال "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره" (مت6: 33) وهو بعد هذا لن يهمل الإنسان، بل يرتب له باقي أمور حياته، ومنها النصرة على الأعداء. لقد أخطأ داود وندم على خطيته، وظل يعوم سريره بدموعه كل ليلة، ولكن عزاءه - وسط هذه المشاعر الأليمة، ووسط كل ضيقاته - هو تمتعه برؤية وجه الله الذي يعزيه ويشبعه ويفرحه. |
|