حين نتحدَّث عن اللاهوت المسيحيّ في كلِّ أبعاده، سواء العقيديّ أو الخلقيّ أو الأسراريّ، طريق البداية هي واحدة: بولس الرسول والرسائل البولسيَّة الأربع عشرة دون نسيان ما نُسب إلى بطرس وإلى يعقوب من رسائل. فأوَّل كلمات العهد الجديد التي وصلت إلينا هي ما وصل إلى كنيسة تسالونيكي سنة 51 وآخر ما وصل إلينا رسالة تيموتاوس الأوَّلى ورسالة تيطس. بحيث إنَّ هذه الرسائل أحاطت بالأناجيل الأربعة ففرضت اللغة اليونانيَّة، تلك اللغة العالميَّة حينذاك، على الأناجيل التي كان بالإمكان أن تدوَّن لا في اللغة الآراميَّة بشكل عامّ، بل في آراميَّة الجليل التي عُرف بطرس(1) بها خلال محاكمة يسوع. وإذ نحن ندرس الليتورجيّا في رفقة القدّيس بولس، كما أعدَّ البرنامج مشكورًا الأب الدكتور أيّوب شهوان، مدير معهد الليتورجيّا، مع الفريق العامل معه، نكون حقٌّا في الطريق الذي دعانا إليه المجمعا لفاتيكانيّ الثاني، حيث الكتاب المقدَّس هو النبع ومنه تخرج الدروس المسيحيَّة بأشكالها، ولا يكون سندًا للاهوت الذي هو »الأوَّل« كما أراد الفاتيكانيّ الثاني جماعةٌ من العائشين في زمن توما الأكوينيّ أو بعده(2).